في ظل التطور الحاصل والموضة العصرية التي إستحوذت عقول الكثير من النساء، قلما عدنا نجد تلك العفوية التي كانت تتمتع بها النساء قديماً. إلا أن منال المرأة الجنوبية التي تمتطي "حمارها" بكل ثقة تشق زحمة السيارات وتعبر.
تلفت تلك المرأة العابرين، أولئك الذين تلاحق عيونهم هذا المشهد بدهشة وترقب، ولا يخلُ الموقف من علامات السخرية والتهكم إلا أن إرادة منال لم تعر إهتماماً لتلك الترهات لأن ما تؤمن به هو المبدأ الأسمى لذلك تعلق منال : "ما اقوم به رسالة تغيير في زمن بات فيه الكلام غير مألوف، دخلنا زمناً خطيراً بحيث لم يعد احد يفكر، يقرر، يغير، الكل منشغل بالنارجيلة والفايسبوك، وتخلى عن قضاياه التي قد تشعل ثورة في وقت ما."
وربما لم تخطئ ابنة حاروف الجنوبية في موقفها الذي يعد موقفاً حراً وجريئاً يشير إلى البساطة والعفوية الذي بتنا نفتقدها في زمن العصرنة، الزمن الذي خطف معالم الريف الجميلة.
ولقد حشدت منال تأييداً واسعاً على مواقع التواصل الإجتماعي،حيث إنتشر هاشتاغ : "#كون_مثل_منال" / "كون متل منال ودافع عن حقوقك"، "كون متل منال وفكر بحل لأزماتك" وغيرها من التغريدات والتعليقات.
لقد كونت هذه المرأة حالة إستثنائية لمجرد أنها بادرت وجالت بكل ثقة على حمارها بين المارة تجتذب نظراتهم.
إن ما قامت به تلك المرأة ليس مجرد حالة عابرة وإنما رسالة وثورة في وجه التلوث المميت الذي يحتل عالمنا ويمحو معالم البساطة والجمال.
زهراء السيد حسن - بنت جبيل.اورغ
