وتفقد وليامز مقر اتحاد بلديات بنت جبيل واجتمع مع رؤساء بلديات القضاء بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله و النائب علي بزي وقائم مقام بنت جبيل ابراهيم درويش ورئيس اتحاد بلديات بنت جبيل عفيف بزي ومخاتير المنطقة .
وعقد اجتماع في مقر الاتحاد عند مثلث عيترون- بنت جبيل- عيناتا، وألقى الحاج عفيف بزي كلمة رحب فيها بالزائر والوفد المرافق وتحدث عن تاريخ بنت جبيل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي واهميتها الاقتصادية "كونها كانت نقطة التقاء التجار بين لبنان وفلسطين المحتلة وسوريا منذ 1948". وعرض احوالها خلال فترات الاحتلال الاسرائيلي للمنطقة منذ السبعينات ووضعها بعد عدوان تموز 2006 و"كثرة الكلام عن الانماء المتوازن الذي لم يطل المدينة اطلاقا"، مشيرا الى ان "نهوضها العمراني حاليا ما هو الا نتيجة التقديمات من الدول المانحة وبعض المؤسسات الاجنبية والعربية غير الحكومية".
واضاف بزي: "اننا نواجه مشكلة القنابل العنقودية والالغام المزروعة في اراضينا وخطورة تواجدها يعيق النهوض في المنطقة وان الامم المتحدة عبر ممثليها اليونيفيل في لبنان هي خير شاهد على الخروقات الاسرائيلية بينما المقاومة لم تقم بأي خرق للقرار 1701 دون ان يكون هناك حسم في اتخاذ القرارات ضد عدوانها المستمر".
اما وليامز فقال: "اني مسرور كوني اليوم في مدينة بنت جبيل. هذه ليست زيارتي الاولى، انا اتفقد المنطقة مع الامين العام للامم المتحدة بعد عدوان تموز 2006 ووقفت على حجم الدمار الهائل انذاك. واليوم اعود لارى حركة اعمار نشطة بالمدينة الامر الذي يشير الى ارادة التحدي والصمود لدى الجنوبيين في حفاظهم على ارضهم وتمسكهم بها. انا متأكد ان هناك الكثير للقيام به.
انا هنا اليوم ايضا للوقوف على ارائكم وسماع اولوياتكم الاقتصادية والانمائية والاجتماعية خاصة بعد سماعي لتاريخ بنت جبيل، هذه المدينة العريقة. لذا، انطلاقا من هذا التاريخ العريق، يمكنكم المضي قدما بعزم، لان الزمن لم يتوقف، وخير شاهد على ذلك استمراريتكم بالنهوض. الجميع يمر بأوقات صعبة ولكني ارحب بمسار المصالحة العربية التي ستتم، ونتمنى ان نؤدي الى تقدم نحو الافضل للبنان والمنطقة. واذكر ما قدمته دولة قطر لكم في مدينة بنت جبيل، وانا سأتوجه الى قطر لمراقبة القمة العربية. ونحن واثقون من التقدم الذي سيطال لبنان بعد انتهائها. وهنا لا بد من الاشارة الى الاجتماع الذي ضمني وقائد اليونيفيل الجنرال كلاوديو غراتسيانو وسررت لما سمعته منه عن العلاقات الطيبة والوطيدة التي تربط السكان والسلطات المحليين بافراد اليونيفيل، وما عدا ذلك من احداث صغيرة نعتبرها فردية وهي كانت دوما تحت السيطرة".
بعد ذلك، استمع من عدد من رؤساء البلديات عن معاناة القرى خاصة بعد العدوان الاسرائيلي وتسلم من رئيس بلدية عيترون سليم مراد خطة تنموية نموذجية عن بلدة عيترون وشاهد وثائقيا عن عدوان تموز اعده رئيس بلدية الطيري عطاالله شعيتو.
ثم توجه وليامز والنواب والمرافقين الى ساحة السوق في بنت جبيل وشاهد حركة اعادة الاعمار.
النائب فضل الله
واستمع من النائب فضل الله بعد الترحيب به عن موجز عن العدوان الاسرائيلي الاخير عليها وقال: "نشاهد معهم ارادة الحياة واعادة الاعمار. نحن في هذه السوق نعيد اعمار المدينة وهذه السوق بارادة ابنائها والمقاومة فيها وفي المنطقة. كنا دائما من دعاة علاقة جيدة وطيبة مع الامم المتحدة. ونحن من دعاة دور متوازن للامم المتحدة التي لا نريدها فقط شاهدا على الجرائم الاسرائيلية وأن تحصي الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وهذه المنطقة. نحن كنا دوما على علاقات طيبة بقوات الطوارىء منذ 1978 واردنا لها ان تأخذ دورها الطبيعي الى جانب لبنان، لكن لا نزال نرى ان اسرائيل تتمادى باعتداءاتها رغم وجود الامم المتحدة في هذه المنطقة. وبعد عدوان تموز 2006 كان هناك القرار 1701. واعتقد ان الجميع، بمن فيهم الامم المتحدة، يقرون ان لبنان ملتزم بهذا القرار. لكن من يخرق هذا القرار هو العدو الاسرائيلي وما نطلبه دائما من الامم المتحدة هو العمل على منع الخروقات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية ومنع اسيباحه سماءنا ومياهنا وحدودنا البرية من خلال الخروقات المتكررة للخط الازرق. هذه هي المواقف التي كنا نتمناها دائما من الامم المتحدة وهذا هو الدور الذي نريده لها، لا أن تبقى شاهدا على ما يرتكب دون ان تحرك ساكنا لمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية على بلدنا. ونشدد على حسن العلاقات بين ابناء منطقتنا وافراد الامم المتحدة".
من جهته، قال النائب بزي: "شاهد السيد وليامز ارادة البقاء للجنوبيين في هذه المدينة والقرى الاخرى والقدرة على ازالة ومسح الدمار الاسرائيلي الاخير. نلفت العناية الى ان اهل الجنوب ملتزمون القرار 1701 ولم يكونوا يوما من الايام خارج التمسك بالمؤسسات الدولية التي من المفترض ان تصون السلم والامن الدوليين ان تحمي المدنيين والاطفال وهذا يفرض على الامم المتحدة التي هي من المؤسسات المتقدمة في هذا المجال، الا تعتبر اسرائيل استثناء لا تطبق القرارات الدولية ولا تنطبق عليها القرارات الدولية ضمن هذا السياق، ونرجو تجنب سياسة المعايير المختلفة من اجل اجبار اسرائيل على تنفيذ انسحابها من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم اللبناني من شمال الغجر".
ورد وليامز بالقول: "عدت اليوم الى بنت جبيل للمرة الثانية بعد عدوان تموز. وها انا اشاهد حركة اعادة الاعمار والنهوض بالمدينة مجددا، وهذه الحركة بعد سنتين هي دليل على ثقة الجنوبيين وابناء بنت جبيل بانفسهم وقدرتهم على حل مشاكلهم مع عدوهم. كما وانني اشكر للنائبين فضل الله وبزي الشرح عن اعادة اعمار دولة قطر للمدينة".
بعد ذلك، كان غداء في استراحة "فاميلي بارك" في الطيري.
التقرير مصور
