أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

سرّ عقارب الساعة لبنانياً... عمرٌ يضيع "عالفاضي"

الأحد 29 آذار , 2009 06:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,000 زائر

سرّ عقارب الساعة لبنانياً... عمرٌ يضيع "عالفاضي"

 جملة ينتظرها اللبنانيون رسميا كلّ آذار من كلّ عام، ليس لأنهم لم يعلموا وجوب تقديم الساعة وبدأوا يتهيؤون له منذ بداية آذار، بل ليحركوا تلك العقارب مطمئنين الى أنّهم سيربحون رسميا ساعة ضوﺀٍ إضافية.

المعضلة لا تبدأ هنا، ولا تكمن حتى في مسألة تقديم الساعة أو تأخيرها، بل في إقــدام اللبنانيين على خطوة مماثلةٍ من دون أن يعرفوا حقيقة الأمر. ففي مخيلتهم تتعدد الأســبــاب "المنطقية" وتتفاوت ويبقى الجواب الصائب ساقطً ا من الحسابات.

فــي الــشــارع تكثر الاحــتــمــالات وتتفاوت. فمن شبابٍ يعلنون صراحة أنهم لا يعرفون السبب بل جلّ ما يهمهم أنهم سيكسبون ساعة ضوﺀٍ إضافية من الخروج و "التفسح".

فداني (18 عــامًــا) يــقــول: "ليست لديّ أدنى فكرة عن السبب، جلّ ما أعرفه أننا نلتزم في منزلنا تقديم الساعة لا اكثر". في المقابل تجد لدى سائق الأجرة جوابًا أكثر منطقية ربما لكثرة ما خبر وسمع من زبائنه كثرٌ من اللبنانيين يتخذون من تقديم الساعة معيارًا إنسانيا يتمسكون به ويحزنون على الالتزام به تحت الأمر الواقع، فيعتقدون أنّ "تقديم الساعة يؤدي الى إضاعتهم ساعة إضافية من عمرهم القصير"، ويطلقون العنان لجملتهم الشهيرة: "الوقت شو عم يمرق بسرعة. العمر غفلة". ومنهم من يهزأ بتقديم الساعة عندما يعلم انها درجت في البداية لتوفير استخدام المصابيح في وضح النهار فيقول: " إيه منيح هيك ما بقا منضطر نشترك بالموتور".

   ولكثرة ما التقطت أذناه من تحليلاتٍ و "خــبــريــات" فيقول مخايل قبل أن تسأله عن السبب حتى وكأن الموضوع بات حديث الساعة: "أوعا تنسى اليوم تقدّم الساعة". تسأله عــن السبب فيجيب بــتــردد: "شو بعرفني مش كتير اكيد بس بظنّ كرمال التوقيت الأوروبــي وميشان حركة الطيران بأوروبا".

في مــوازة ذلــك، تعود الاجابات لتنطلق من لاوعي كلّ مجيب بحسب ظروفه والاحتمالات التي تناسبه أكثر من سواها. فسامية الأم مثلاً تجيب ببساطة: "نقدّم الساعة لأننا في توقيت ربيعي- صيفي يناسب الأولاد والأطفال أكثر في مدارسهم لجهة الـــدرس فــي فترة مــا بعد الظهر خصوصً ا أن الكهرباﺀ تغيب عنا فــي تلك الفترة و" بتعرف ما تواخذني مش كــل الــنــاس معا تشترك مــوتــور". أمّــا بالنسبة الى جدّة تبلغ 70 عامً ا من العمر فتجد جوابها بسيطً ا تمامً ا كالحياة التي خبرتها يوم لم تكن تجيد قراﺀة أرقام الساعة فتنتظر الشمس عــنــد الــنــافــذة الــخــارجــيــة وتــتــخــذ مـــن شعاعها معيارًا حاسمً ا لتحرّك الــوقــت. فتقول: " أكـــيـــد بـــأخـــروا الساعة ميشان الموظفين يــرجــعــوا بــــكــــيــــر عبيتو ن وميشان الطيارات والناس".

من الناحية الطبيعية الكونية البحتة، يتم تقديم الساعة وتأخيرها في لبنان وسورية وتركيا وأوروبا صيفً ا وشتاﺀً لتعويض قصر النهار فــي فصل الشتاﺀ وطوله فــي الصيف. يُطلق على تقديم الساعة باللغة الإنكليزية تسمية توفير الضوﺀ Daylight () Saving وهو ما يعني تقديم الساعة إلى الأمام بحيث يحدث كل من شروق الشمس وغروبها متأخرين بمقدار ساعة واحــدة، ما يؤدي إلى زيادة فترة الضوﺀ في المساﺀ.

لُحِظت فكرة تحريك الساعة للمرة الأولــى من قبل "بنيامين فرانكلين" في العام، 1784 ولكنها لــم تطبق فــــــي ذاك الــوقــت. وكــان أول مــن حث على العمل بها الإنكليزي "وليام ويــلــت" فــي كتيب صغير أطلق عليه تسمية (هــدر ضوﺀ النهار) ونشر في العام 1907. واليوم بات تحريك الساعة تقليدًا يناسب دول الغرب من اجل عمل حركة الطيران والبورصات.

أبصرت حركة تغيير الساعة النور في الولايات المتحدة وفي القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الأولى، حيث تمّ تبني هذا النظام طورت شركة "سيتزن" اليابانية لانتاج الساعات اول ساعة رقمية مرنة ورقيقة السمك في العالم، يمكن طيها وثنيها وحتى لفها حول الاعمدة والجدران الاسطوانية. وأنتجت شركة PHOSPHOR ساعة يد جديدة تعمل بتقنية الحبر الإلكتروني.

فالشاشة تعمل بتقنية الحبر الإلكتروني لتقدم درجة تباين عالية لرؤية واضحة للوقت في أي مكان.


 

Script executed in 0.16521096229553