قد يعد تعطل دورات المياه على متن طائرة سعودية الثلاثاء الموقف الأسهل الذي يواجه قائد طائرة ويجبره على الهبوط في غير وجهته، فعلى مدار الأعوام الماضية عاش ركاب طائرات "الخطوط السعودية" مواقف عصيبة أثناء التحليق، كان من بينها موت القائد نفسه.
وتداول مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً وثقه مسافر يظهر معاناة ركاب طائرة سعودية من الحر، بعدما تعطلت أجهزة التكييف فيها، ولم يحتمل بعضهم مجرد الجلوس على المقاعد، فيما لم يعرف مكان أو زمن هذه الواقعة.
وحاز كابتن إحدى طائرة سعودية أوائل شهر نيسان الجاري على إعجاب رواد مواقع التواصل، بعدما اعتذر للركاب عن تأخر إنزالهم نصف ساعة، على رغم أنه هبط بالطائرة في مطار الملك عبد العزيز بجدة، بسبب عدم توافر موقف للطائرة. وأكد الكابتن أنه أبلغ جميع الجهات في المطار بهبوطه، وتحدث إلى الركاب بصراحة منتقداً عدم الاستجابة له، وبررت إدارة المطار الموقف يومها بعدم وجود تنسيق مسبق بينها وبين الخطوط السعودية، مؤكدة "محاسبة المقصرين".
ونجا ركاب طائرة أخرى من حادث مروع في آذار الماضي، أثناء هبوطها في مطار بيشة، بعدما انفجر أحد إطاراتها، وأنزل الركاب في الصالة وأغلق المدرج لسحب الطائرة، وعلقت الرحلات في المطار موقتاً.
ووقع أصعب المواقف التي تعرض لها ركاب "الخطوط السعودية"، في آذار من العام الماضي، بعدما توفي قائد طائرة أثناء رحلة من مطار بيشة إلى مطار الملك خالد في الرياض، وأنقذ مساعد الكابتن الموقف بهبوط ناجح بعد إعلان حال الطوارئ، وأبلغ برج المراقبة في المطار.
وفي موقف آخر، تعرض قائد الطائرة "إرباص A330" أثناء رحلة من الهند إلى جدة في كانون الأول من العام نفسه، إلى وعكة صحية، تولى إثرها مساعده القيادة، واضطر إلى الهبوط في مطار كراتشي الباكستاني، واستدعي طبيب للاطمئنان على صحة قائد الطائرة، فيما تم تامين أخرى لاستكمال الرحلة.
وأنقذ قائد الرحلة 321 في تشرين الثاني ركابها من كارثة محققة، بعدما فوجئ أثناء التحليق من الدمام إلى القاهرة بتعطل مكابحها، وسارع إلى الاتصال ببرج المراقبة في المطار لتوفير مهبط آمن له، ونجح في الهبوط بسلام، ولم يتأذ أحد من ركاب الطائرة الـ106.
وتلقى مطار أبها الإقليمي في نيسان الماضي، نداء استغاثة من قائد الرحلة رقم "1794 SV" أثناء توجهها إلى مطار الملك فهد في الدمام، إثر انبعاث أدخنة من مكان تحضير الطعام فيها، وطلب الهبوط اضطرارياً وإعلان حال الطوارئ في المطار، وتم إخلاء الركاب منها والسيطرة على الأدخنة من دون أي إصابات بين الركاب.
ولم تخل تلك المواقف من إدعاءات بالخطف، ففي أيلول الماضي اطلق قائد إحدى الطائرات السعودية أثناء توجهها إلى الفيليبين إنذاراً بالخطف قبل هبوطها بـ20 دقيقة، وقال إن "الطائرة تحت التهديد"، لتسارع سلطات المطار في مانيلا إلى عزل الطائرة على المدرج، لكن قائدها عاد وأكد بأن البلاغ "خاطئ".
وفي شباط من العام الماضي، أثار إنذار كاذب عن وجود قنبلة على متن طائرة سعودية في مطار مدريد الإسباني الذعر بين ركاب الرحلة، وأخليت الطائرة وعزلت بعد اكتشاف ورقة معلقة بسكين، فيما كانت أسبانيا تستعد لهجمات إرهابية محتملة.
(الحياة)