رأى مراقبون أن ما فعله الضابط الألماني، الذي انتحل شخصية لاجئ سوري واشتبه به في الإعداد لعمل إرهابي، يشكل إساءة كبيرة لصورة الجيش الألماني فضلاً عن أنها حادثة هزت أركان هذا الجيش. بحسب "دويتشه فيليه"، التي أشارت إلى محاولات وزارة الدفاع الألمانية الحد من تبعات هذه الحادثة الفضيحة.
من جهته أعلن المفتش العام للجيش الألماني، فولكر فيكر، عزمه إجراء تحقيقات في المستويات العليا للجيش للكشف عن أبعاد فضيحة فشل القيادات العسكرية الوسطى في كشف أمر الضابط المنتحل "فرانكو أ"، مشيراً في تصريح للتلفزيون الألماني إلى أن هذه التحقيقات لا تعكس اشتباهاً عاماً في القيادات الوسطى ولكنها وليدة قلق محق من أن تكون "آليات التطهير الذاتي لم تفعل مفعولها الذي كنا نرغب فيه".
كما أوضح أن هذه التحقيقات تهدف أيضاً لمعرفة معنى الولاء بين الجنود "وعلينا إعادة تقييم هذا المعنى، وهذا هو أحد أسباب لقاءاتنا مع قيادات الجيش".
واستبعد فولكر فيكر أن يكون الضابط المشتبه به فرد ضمن شبكة، كاشفاً عن أن التحقيقات بشأن الإرهاب في صفوف الجيش الألماني أظهرت حتى الآن وجود شبكة محدودة من المتطرفين اليمينيين الداعمين للضابط المذكور البالغ من العمر 28 عاماً الذي ألقي القبض عليه في وقت سابق.
وأشارت "دويتشه فيليه" إلى أن وزيرة الدفاع الألماني أورزولا فون ديرلاين ألغت زيارتها التي كانت مقررة للولايات المتحدة وذلك قبل وقت قصير من موعد الزيارة وذلك، لأنها تعاني من ضغوط داخل بلادها جراء اتهامات بالتقصير وتريد متابعة التحقيقات عن قرب. وهذا يعكس جدية الموقف.
وحسب شبكة تحرير ألمانيا الصحفية فإن لدى الوزارة دلائل على وجود شبكة يمينية متطرفة صغيرة تضم ما يصل إلى خمسة أعضاء منهم متواطئ محبوس أيضاً على ذمة التحقيقات.
وقال فيكر إن الضابط المتهم بالإرهاب ربما سرق ذخيرة من مخزون الجيش "حيث عثرنا على مخالفات" بشأن ذخيرة استخدمت في تدريب مزعوم بقيادة الضابط المشتبه به.
ويتهم الضابط "فرانكو أ." بأنه انتحل شخصية لاجئ سوري كما يشتبه في إعداده لعمل عنيف يهدد الدولة، وهو الوصف الذي تستخدمه السلطات الأمنية للعمليات الإرهابية على سبيل المثال.
ويقبع الضابط المذكور في السجن على ذمة التحقيق. وحسب وزارة الدفاع الألمانية فإن مفتشي الجيش عثروا خلال زيارة لهم في مدينة إلكيرش الفرنسية حيث عمل الضابط الموقوف هناك ضمن قوات ألمانية فرنسية مشتركة على صليب معقوف، وهو رمز النازية، محفور على جدران وبنادق قتالية في الثكنة العسكرية.
ووفقا للمحققين فإنه — المتهم — وضع قائمة بضحايا محتملين لهجمات، منهم الرئيس الألماني السابق يواخيم غاوك، ووزير العدل هايكو ماس. كما أن شبكة تحرير ألمانيا ذكرت أن القيادية بحزب الخضر الألماني كلاوديا روت كانت أيضاً من بين الضحايا المحتملين.
(سبوتنيك)