تقدم عُمدة قرية نائية في منطقة جبلية بإيطاليا بعرض لدفع 2000 يورو (حوالي 2200 دولار أميركي)، لأي شخص ينتقل إليها، في محاولة منه لإنقاذها من أن تصير بلدةً للأشباح.
وبحسب ما نقلت صحيفة الغارديان البريطانية، الأحد 7 مايو/أيَّار2017؛ سيدفع أولئك الذين يقيمون في بورميدا، التي تقع على ارتفاع 420 متراً فوق سطح البحر بالشمال الغربي لإقليم ليغوريا وتُعد موطناً لـ394 شخصاً، إيجاراً شهرياً يبلغ 50 يورو فقط في الشهر.
وتلك المبادرة المثيرة للاهتمام هي محاولة من عمدة البلدة، دانييل غاليانو، لمنح قبلة الحياة للقرية التي يتضاءل عدد سكانها في العقود الأخيرة، إذ يغادر الشباب للبحث عن عمل في مدينة سافونا، التي تُعد أقرب المدن الكُبرى من القرية.
ولاتزال التفاصيل الدقيقة للعرض النقدي في حاجة إلى التسوية والموافقة عليها من قِبل المجلس المحلّي، بحسب ما كتب غاليانو على صحفته بموقع فيسبوك، ولكن؛ إذا جرت الأمور على هذا النحو؛ سيُعطى أي شخص ينقل إقامته إلى بورميدا ويستأجر أو يشتري عقاراً هناك 2000 يورو اعتباراً من العام المقبل.
وبموجب نظام الإيجار المُنخفض، الذي ينبغي دخوله حيّز النفاذ في غضون الشهرين المقبلين، سيتكلّف إيجار المنزل الصغير 50 يورو فحسب، في حين أن المنازل الأكثر اتّساعاً لن يزيد ثمنها عن 120 يورو.
جبل وبحر
"نحن مازلنا نعمل على وضع الخطة، ولكن أي شخصٍ مُرحّبٌ به للمجيء والعيش هنا"، هكذا قال عضو بالمجلس المحلّي طلب عدم ذكر اسمه، وأضاف "نحن مُجتمعٌ صغير ولكننا مُرحّبون جداً، نحن في منطقة جبلية مُرتفعة ولكننا أيضاً لسنا بعيدين عن البحر، إنه نمط حياة صحي، والهواء نظيف للغاية".
ولاقى المنشور الذي جاء على صفحة عمدة القرية ردوداً من سكان مُحتملين جدد، قال بعضهم أنهم سيتخلّون عن الهدية النقدية في مقابل عملٍ في البلدة.
فكتب أميديو ألوكا، أحد المُعلّقين "سيدي العمدة، أنا متاح للانتقال وسأتخلى عن 2000 يورو، ولكنّي لا يمكنني أن أكسب عيشي من الهواء، أنا لدي عائلة وطفلان صغيران، إذا تمكّنت من أن تضمن لي وظيفة، حتى وإن كانت الأكثر تواضعاً، لن تكون مُشكلة".
مقومات الحياة
ولكن كيف تبدو الحياة في قرية بورميدا؟ يجيب على هذا التساؤل مدير مطعم أودّوني جيوسيبّي، أحد المطاعم الأربعة في القرية، حيث قال "لا يوجد الكثير لفعله هنا، بل إن الحياة بسيطة جداً وطبيعية، لدينا غابات، وماعز، وكنيسة، ووفرة من الطعام الجيد، الحياة ستكون بالتأكيد خالية من التوتر".
يذكر أنه قد وردَ في تقرير صدر العام الماضي 2016 عن مؤسسة Legambiente، وهي جمعية إيطالية معنية بشؤون البيئة، أن 2500 قرية بأنحاء البلاد مُعرّضة لخطر الهجر بسبب عمليات إخلاء السكان.
وفي يناير/كانون الثاني 2017؛ أطلق وزير الثقافة الإيطالي على عام 2017 اسم "عام القرية" في محاولة لتشجيع السياحة في الأماكن المُعرّضة لخطر هجرها.
أول مولود منذ 30 عاماً
واحتفلت بلدة إيطالية صغيرة في إقليم بييمونتي العام الماضي (2016) بولادة أول طفل فيها منذ عام 1987، حسبما نقل موقع "آر تي" الروسي عن بي بي سي.
وقال رئيس بلدية أستانا الواقعة في جبال بييمونتي إن ولادة الطفل "حلم تحقق" لمجتمعهم الصغير الذي شهد تراجعاً في عدد السكان على مدى الـ 100 عام الماضية حيث يصل عددهم حالياً إلى حوالي 85 نسمة يعيش نصفهم فقط بشكل دائم في البلدة.
وأوضح رئيس بلدية أستانا أن عدد سكان البلدة بدأ ينخفض منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ولكن معدل الولادات بدأ ينخفض بشكل ملفت مع بداية العام 1975.
الريف الإيطالي ينقرض
وكان سكان مدينة ريجيو كالابريا بجنوب إيطاليا قد أعلنوا بدورهم أنهم يبحثون بشكل جاد عن مهاجرين، ليقطنوا في مدينتهم، ويحموها من الاندثار، حسبما نقل موقع عربي 21 عن صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، الأميركية.
وأوضحت الصحيفة أن سكان مدينة ريجيو كالابريا، اضطروا إلى هذا القرار، نظراً لترك المدينة من قبل شبابها، وبقاء بضع مئات من المسنين فيها ،لأن البلدة التي تقع على البحر المتوسط، لم تعد مرغوبة من قبل شبانها الذين انتقلوا إلى شمالي ووسط إيطاليا، بحثاً عن فرص أفضل للعمل.
وقالت صحيفة "لاكسبريس تريبيون" الباكستانية، إن المدينة لم يتبق بها سوى 330 شخصاً، معظمهم من المسنين، وأصبحت شوارعها خالية من المارة، ونوافذ منازلها مغلقة".
عمدة المدينة، دومينيكو لوكانو، قال إن المهاجرين الذين بدأوا بالتوافد منذ 15 عاماً، يعملون في مجالات مختلفة، مثل الرعي، والجزارة، وقيادة الحافلات، وغيرها.
وأوضح أنهم يصلون إلى المدينة عبر البحر المتوسط، نظراً لقربها من سواحل جزيرة صقلية الإيطالية والسواحل الليبية.
المعهد الوطني الإيطالي للاقتصاد الزراعي، وفي إحصائية جديدة، قال إن معظم المهاجرين وفدوا إلى المدينة من باكستان وأفغانستان وبنغلاديش وسوريا ومن بلدان جنوب الصحراء الكبرى.
هافغنتون بوست