لمّا أطلّ العسكريُّ منارةً
من هولِ ما فدَحَ الزمانَ فـيها الـبيانُ تـعثّرت خطواته وغـزا مـحياها الرقيقَ شحوبُ عـاثت بأسطرها اللواعجُ بينما فـوق الـقوافي قـد أقام نحيبُ وتروحُ تبحثُ عن شعاعِ سعادةٍ وسـطَ الـظلامِ فلا تكادُ تصيبُ لـكنّها رغـم الحوادث والأسى رغـم الـبلايا في البلاد تجوبُ إنْ صادفتْ في سيرها نبعاً صفا مـا كـدّرتهُ قـبائحٌ وعـيوبُ مـا لـوثته مـظالمٌ ومـفاسدٌ مـا شـوهتهُ مـجازرٌ وحروبُ تـأوي إليهِ ومن حياضهِ ترتوي فـرَحاً، فيبقى في الفؤادِ وجيبُ مـا ذلـك الـنبعُ الذي نحيا به ولـه القصائدُ من أساها تؤوبُ؟ هو آل طه الطاهرون، حياضُهم فـيها لـكل الـمُدنَفين طـبيبُ هـم مـلجأ ٌ لـلهاربين، وموئلٌ لـلـخائفين، ولـلـتقاة دروبُ مـهما نـقول بهم سيبقى قولنا حـرْفاً بسِفْر الفضل وهو رحيبُ * * * * *
شـهْدٌ عـلى شفةِ القصيدة أنها تـشدو الأئـمةَ والولاءُ * طَروبُتـأتي قـلوبَ المؤمنين تحيلُها روضـاً بـه طيبُ الولاءِ سكيبُ والـيومَ تشدو العسكريَّ بمولدٍ هـو مـولدٌ لـلمكرمات مَهيبُ هـو مـولدٌ للحقّ شعشعَ مثلما قـد شـعَّ يوما للهدى يعسوبُ هـذا لـذاكَ، ولـلورودِ عبيرُها حَـسَبُ الأميرِ كما الأميرِ حسيبُ لـمّا أطـلّ الـعسكريُّ مـنارةً فـإذا الـمنائرُ فـي سناه تغيبُ وكـأنّ ثـغراً قـد تيبّس شدوُه يـغدو بـهذا اليوم وهو رطيبُ وكـأنّ فـي الميلادِ كلُّ سعادةٍ رحـلتْ، إلى قلبِ المحبِّ تثوبُ مـثل الصباحِ أتى الحياةَ مبشّراً أنّ الـضحى مـن بـعده لقريبُ فـالعسكريُّ أبو المغيَّبِ شخصُه وعـطاؤُه فـوق الحياة خصيبُ والـعسكريُّ أبـو المعَدِّ لوثبة ٍ فـيها يُـحطَّمُ ظـالمٌ وكـذوبُ * * * *
هـدموا قـبابَكَ سـيّدي لـكنّما هـيهاتَ تُهدمُ في الولاء * قلوبُهـيهات يُـهدَمُ ذكرُكم في ثغرنا و مـحبةٌ فـيها الـفؤادُ يذوبُ والأرض تغلي بالخطوب تضرمتْ بـل فاقت النارَ الضرامَ خطوبُ ويـكاد يُنكَرُ كلُّ خير في الدنى مـن ندرةٍ، ويُقالُ هذا عجيبُ ! و عـدوّنـا مـتربّص مـتآمرٌ وصـديقُنا مـنه الوفاءُ مريبُ ! وأظـنها مُـلئِتْ بـظلمٍ هـائلٍ وتـكاد عدواها النجومَ تُصيبُ! فـاشفعْ لأرضٍ قدْ رقدتَ بتُربِها أنّ الـمصائبَ عن حماها تغيبُ واشـفع لنا بظهورِ نجلِك عاجلاً فـالعيش هولٌ والزمانُ عصيبُ يـأتي يطهّرُ رجسَها وشرورها لـتعودَ أرضـاً بالصلاحِ تطيبُ |
خطوبُ فـرَحُ القصيدةِ قد دهاهُ نضوبُ