حذر رئيس أجهزة الاستخبارات الهولندية روب بيرتولي أمس العالم من أنه قد يشهد قريبا "عملية خطرة للتخريب الرقمي" تؤدي إلى اضطرابات و"فوضى".
وقال بيرتولي في هذا الصدد أمام مئات من الخبراء والمسؤولين في مؤتمر حول الجريمة الإلكترونية في لاهاي، إن تخريب بنى تحتية حيوية بمثابة "نموذج لتلك الأمور التي يمكن أن تحرمك من النوم ليلا".
جاء هذا التحذير إثر هجوم إلكتروني غير مسبوق، استهدف أكثر من 200 ألف ضحية في 150 بلدا على الأقل منذ يوم الجمعة الماضي، غير أن المؤشرات تدل على أنه تم احتواؤه.
وشدد مدير الأجهزة السرية الهولندية خلال المنتدى الذي تنظمه الحكومة الهولندية ويستمر يومين، على أن تهديدات الهجمات الإلكترونية "ليست خيالية، إنها تحدق بنا".
وأشار في لهجة محذرة من خطورة ما يمكن أن يفاجئ العالم "برأيي يمكن أن نكون أقرب بكثير من عملية خطرة للتخريب الرقمي، مما يعتقد الكثيرون".
وذكّر بهجوم قصير استهدف عام 2012 أجهزة كمبيوتر أكبر شركة نفط في السعودية، ثم بعد ذلك بثلاث سنوات تمت قرصنة شركات الكهرباء العراقية ما تسبب في عطل في التيار الكهربائي استمر لساعات.
ولفت المسؤول الاستخباراتي الهولندي إلى أن البنى التحتية للعالم بأسره مترابطة بشدة وهو ما ينطوي على إيجابيات كبيرة لكنه يكتسي أيضا بـ"مواطن هشاشة".
واستطرد في وصف الخطر الذي يراه محدقا مخاطبا العالم: "تخيلوا ما يمكن أن يحدث إذا تم تخريب النظام المصرفي بأكمله ليوم أو يومين أو أسبوع أو إذا حدث عطل في شبكتنا للنقل أو إذا تعرض المراقبون الجويون إلى هجمات إلكترونية أثناء توجيههم لتعليمات الطيران. العواقب ستكون كارثية".
وقال أيضا في هذا السياق إن "تخريب أحد هذه القطاعات يمكن أن تكون له آثار شاملة ويسبب اضطرابات وفوضى وإخلال بالنظام".
من جهة أخرى، وصف بيرتولي تهديد "الإرهاب الإلكتروني" الذي قد يصدر عن تنظيم "داعش" أو "القاعدة"، بأنه يبقى محدودا، مستدركا بأن "الإرهاب المستلهم من الجهاديين يبقى أولوية" لدى الأجهزة السرية الهولندية.
وأوضح موقفه من هذه المسألة مشيرا إلى أن "مستوى الخبرة التقنية التي يمكن أن تحصل عليها مجموعة جهادية تبقى غير كافية للتسبب في أضرار مهمة أو أضرار جسدية عبر تخريب رقمي"، مضيفا "ربما تعوزهم القدرة لكن لا تعوزهم بالتأكيد النية".
ودعا رئيس أجهزة الاستخبارات الهولندية الولايات المتحدة إلى الاستعداد للتهديدات المستقبلية في المجال الرقمي، مشددا على ضرورة أن تتعاون الحكومات والقطاع الخاص، وذلك لأن هذا هو "مكمن الهشاشة الأكبر في مجتمعاتنا".
(أ ف ب)