أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

مزارعو التبغ في الجنوب .. بينهم وبين شتلة التبغ قصة حياة تتجدد

الأربعاء 08 نيسان , 2009 05:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 7,948 زائر

مزارعو التبغ في الجنوب .. بينهم وبين شتلة التبغ قصة حياة تتجدد

مع طلت شهر نيسان، تتكاتف العائلة الواحدة وتشحن العزائم معلنة انطلاقة قصة من حياة تتجدد مع كل عام، فتتشابك الايادي لتصافح وتتلمس أخاديد الأرض المتماوجة المليئة بالعطاءات، وتعود الاكف التي ما كلت من التعب يوماً لتحمل المنطاع بيد وشتلة التبغ في في يد اخرى.
مع بداية هذا الشهر باشر مزارعو التبغ في منطقة بنت جبيل بزراعة موسم هذا العام، فبدأوا بغرس شتلات التبغ في حقولهم المحروثة على امتداد الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة من عيتا الشعب و يارون ومارون الراس مروراً بعيترون و بليدا الى ميس الجبل.. ولايكاد المشهد يختلف من بلدة الى اخرى، ففي كل حقل تتواجد اسرة جنوبية من صغيرها الى كبيرها تنكب معظمها على زراعة الدخان.
الخامسة فجراً هو موعد توجه الحاج محمود الزين من ميس الجبل وعائلته الى الحقل، ليبدآ جنباً الى جنب مع ابنته وفاء بغرس اولى الشتلات من دون التفاته او حديث قد يدور، وبعد ان تشتد حرارة الشمس عند الساعة التاسعة صباحاً تعود العائلة الى المنزل للراحة الى حين وقت العصر حيث هناك موعد آخر " اذا كانت الدنيا برود " على حد تعبير محمود الزين .
يروي الزين عن مرحلة من مراحل زراعة التبغ التي تبدأ بزراعة البذور في مشاتل خاصة خلال شهر شباط، حيث تروى، وترش بالأدوية والمبيدات الزراعية حتى تصبح شتلات صالحة للزراعة في الحقول منتصف فصل الربيع. ويقول ابنه سعيد 30 عاماً الذي يملك محل لحدادة السيارات "اثناء البدء بزراعة الدخان اضطر ان اغلق المصلحة واتوجه الى الحقل لاساعد العائلة في الزرع لأنني اجد الفائدة كونها مصدر للرزق ولو بأقل ما كانت عليه سابقاً على الرغم من انها أكثر الزراعات صعوبة واجد فيها المشقة والمعاناة" ويختم بالقول ان "زراعة الدخان ليست سهلة ولكنها تقضي الحاجة بتسديد اقساط المدارس والكهرباء.
للسالك على الطرقات الجنوبية المحاذية للحدود حتماً سيغريه التحديق في مشهد العائلات الكادحة وهي منشرة في مساحات الاراضي، في مشهد لايعبر الا عن استمرار للحياة رغم كل المصاعب التي تواجها هذه العائلات  الساعية وراء الرزق الآتي من شتلة التبغ المغمسة بعرق الجبين.

1

3

Script executed in 0.17681288719177