لا تشبه مدينة ديربورن التي تمثل العاصمة الاولى للاغتراب اللبناني في العالم اي مدينة في اميركا بشهر رمضان المبارك. فالمدينة الاميركية التي تعربت منذ عقود من الزمن يتحول غروبها الى خلية نحل و ليلها الى نهار، فهي لا تعرف النوم طيلة الشهر الفضيل.
حل شهر رمضان هذا العام على عشرات الاف اللبنانيين و العرب المسلمين مصحوبا بالخير و البركة، فهذا الشهر الكريم الذي هلّ بصوم اكثر من 17 ساعة، وحّد تجمعات المسلمين حيث يتجسد ذلك ايضاً في مدينة ديربورن هايتس، فالمسلمون في المدينتين المتلاصقتين يعبرون عن مشاعرهم من خلال عادات وتقاليد اعتادوا عليها و لم يتخلو عنها منذ وصولهم الى تلك البلاد.
حركة غير اعتيادية تشهدها حركة السير في المدينة قبيل موعد الافطار، يسبقه نشاط و حراك للمحال التجارية التي تهتم ببيع المواد الغذائية كالحلويات واللحوم و الخضار.. وهنا في محلات شاتيلا التي اسسها الراحل رياض شاتيلا في العام 1979 تستقطب حلوياته الرمضانية الالاف من الصائمين، حيث ترسخت في ذهن ابناء المدينة فاصبح مقصداً مهماً لابناء الجالية.
في اسواق الرضا او papaya لبيع المواد الغذائية لا يختلف المشهد كثيراً، فالمسلمون الذين ينكّبون على شراء حاجيات الشهر الفضيل ينعمون بتخفيضات متميزة في الاسعار قد لا يحصلون عليها حتى في بلادهم الام.
اما في مطعم حبيب الذي نال شهرة واسعة على مر السنوات الماضية، ينهمك العاملون فيه لتقديم اشهى المأكولات و الاطباق الرمضانية.
ساعات ما بعد الافطار، و بعد اداء البعض للواجبات الدينية في المساجد، تعج المقاهي في المدينة بالسهرات الرمضانية لدرجة ان اي شخص يعرف اين مقعده ومكانه في الاماكن المقصودة وتمتد السهرات حتى فترة السحور، حتى ان بعض المطاعم الاميركية باتت تمدد ساعات العمل الى فترة السحور لتستضيف زبائنها المسلمين الذين اعتادوا ارتيادها، فيتحول ليل ديربورن الى نهار لتفتح الافران ايضاً ابوابها امام الناس الى ما قبل شروق الشمس.
خاص بنت جبيل.اورغ
