تسلمت المهندسة الفلسطينية الشابة يسرا محمد سعيد بدوان (26 سنة) الخميس، رئاسة بلدية عزون شرق قلقيلية شمال الضفة الغربية المحتلة، باعتبارها أول فلسطينية بهذا العمر في منصب قيادي.
قبل نحو أسبوعين، انتخبت يسرا في عضوية بلدية عزون، بعد فوز "كتلة الأسرى"، التي أطلق عليها هذا الاسم تضامنا مع إضراب الأسرى المتواصل عن الطعام، وفازت الكتلة بأربعة مقاعد في الانتخابات المحلية الفلسطينية، وقبل يومين اختارتها الكتل المنتخبة لعضوية المجلس البلدي المكون من 11 عضوا، رئيس بلدية لبلدتهم بـ6 أصوات مقابل 5.
لم تكن المرة الأولى التي تترشح يسرا فيها للانتخابات المحلية، فقد قررت العام الماضي المشاركة بكتلة ترأسها، لكن تأجلت الانتخابات المحلية بقرار من الحكومة الفلسطينية، وتقول لـ"العربي الجديد": "عاودت هذا العام الترشح ضمن قائمة مستقلة، ووجدت تشجيعا من الأهل والأصدقاء على خوض الانتخابات، لأنني أؤمن بحق مشاركة المرأة في العملية السياسية".
تخرجت الشابة الفلسطينية عام 2012، من كلية الهندسة الكهربائية في جامعة فلسطين التقنية بمدينة طولكرم شمال الضفة، وكانت متفوقة دوما في دراستها، وتعمل الآن لدى شركة مقاولات.
ورغم محدودية خبرتها، إلا أنها تسعى للرقي ببلدتها التي يبلغ عدد سكانها نحو 12 ألف نسمة، ويزيد من إصرارها إثبات قدرتها على القيادة في مجتمع ذكوري يستهجن وجود أنثى كرئيس للبلدية، كما تشير.
وتؤكد رئيس بلدية عزون أن "السن لا علاقة لها بالكفاءة والمقدرة على تقديم الأفضل، وتساعدني طبيعة عملي ودراستي، لكنني أمد يدي للتعلم، وأستفيد من الجميع، وكثيرين حاليا يقدمون لي النصح ويدعمونني. أنا أريد خدمة بلدتي ولست طامعة بالمنصب، فلكل مجتهد نصيب وآمل أن أنجح في قيادتي للبلدية". تتابع يسرا تفاعل الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي وردودهم حول اختيارها للمنصب، سواء السلبية أو الإيجابية، لكنها تشدد على أن الردود السلبية رغم قلتها إلا أنها أعطتها حافزا لإثبات ذاتها في قيادة البلدية، وتقول: "أنا أشجع فئة الشباب، خصوصاً الإناث، أن ينخرطوا في قضايا المجتمع، يوجد لدينا طاقات شبابية يمكن الاستفادة منها".
تواجه المهندسة يسرا بدوان، خلال فترة قيادتها لبلدية عزون، تحديات كثيرة، منها الأمنية نظرا للمواجهات المستمرة التي تشهدها البلدة مع قوات الاحتلال، وتحديات اجتماعية بينها سعيها لتنفيذ مشاريع هامة بالنسبة لبلدتها، العامرة بمؤسساتها التطوعية الشبابية والنسوية.
ستضطر يسرا من أجل قيادة البلدية وخدمة أهل بلدتها للاستقالة من عملها في شركة المقاولات، والتفرغ لرئاسة البلدية وتنفيذ برنامجها في الرقي ببلدتها، وتقول لـ"العربي الجديد": "لا يوجد لعب. إنني الآن في مرحلة جد واجتهاد، لكن تنفيذ تلك المشاريع التي أسعى لرقي بلدتي بها بحاجة للميزانية والتمويل ومدى توفير ذلك، والتعاون من قبل الكتل الأخرى وأهل البلدة، لكنني سأحرض على مبدأ التشاور في إنجاز تلك المشاريع، التي أهمها بالنسبة لي محاولة إيجاد منطقة صناعية تشغل الشباب، والبحث عن فرص عمل وتدريب للشباب، وكذلك محطة محروقات ومستشفى وغيرها من المشاريع التي تنقص البلدة".
ويقول نضال شبيطة، رئيس "كتلة القدس" المنتخبة في بلدية عزون، والتي حصلت على 3 مقاعد من عضوية البلدية، لـ"العربي الجديد"، إن "اختيار يسرا يعد حالة نادرة في مجتمع محافظ، لكننا نسعى لتغير تلك النظرة السائدة، فيسرا متعلمة، ونتمنى لها النجاح". ويؤكد شبيطة أن الجميع مستعد لإنجاح التجربة، وإن اختيارها وجد صدى في الشارع والمنطقة، "سندعمها حتى تنجح، وهو أمر نتفق عليه جميعا".
(العربي الجديد)