على إيقاع الحزن وعلى أوتار القلوب المفجوعة،زُفّ مهدي فاضل عريس الجنوب، إبن حداثا الذي خطفه شبح الطرقات المشؤومة، الشاب الخلوق الذي ترك في بنت جبيل صيت الحب.
مهدي وحيد والديه، ترك خفقان القلب الموجوع بين حناني أمه المسكينة، يجرّحُ الدمع خدّيها ويترآى صامتاً في مقلتي والده. لم يكن ذلك المساء على قدر شهية مهدي كان مساءً صاخباً بالدّم يرقبه هلال رمضان بحزن.توفي الشاب العشريني وليست وحدها حداثا من فجعت برحيله بل بنت جبيل التي ترك فيها كثيراً من الصحب والأصدقاء والأهل، فكانت بلده الثانية، بكته المنطقة بحسرة، ومحاله الصغير غدى يتيماً.
رحَل مهدي، لم يكن يعلم أن الطريق الذي سيسلكه أثناء عودته من العمل، ذلك الطريق الذي اعتاد أن يعبره في طلب لقمة العيش كان نفسه درب الموت والفراق.
سافر بليلةٍ رمضانية، ملاكاً رُفع بصيامه إلى السماء مخلفاً وجعاً دامياً في قلوب جميع من عرفه.
تلك حوادث السير التي باتت شبح الغدر المتربص على طرقاتنا، بات لزاماً على الواحد منا أن يودّع ذويه كلّما همّ بالخروج!!
إلى متى سيذبل زهر شبابنا على الشوارع؟؟! إلى متى!!
زهراء أحمد السيد حسن - بنت جبيل.أورغ