بحسب الطبيعة البشرية، دائماً ما تبحث المرأة عن الحب أينما تذهب، مستمرة في البحث عنه في رجل يكمّلها وتقضي بقية حياتها معه، ولأن عاطفتها أقوى من عاطفة الرجل فإنها تحتاج للحب أكثر منه، كما أن ضعفها اجتماعياً يتطلب منها أن تكون محبوبة كي تصبح أقوى وتزيد من ثقتها في نفسها، وتشعر بجمال الحياة بوجود حبيبها.
وقد ينتج عن هذا البحث المستمر أن تسقط في شِباك نوعية من الرجال لا يتوافقون مع مستواها العلمي والاجتماعي، إلا أن الضغوطات التي تتلقاها من المجتمع والأسرة يضطرها للانجراف نحو علاقات عاطفية غير موفقة، وكأنها تتخبط في اختيارها إرضاءً لغيرها على حساب نفسها، ولكن، ماذا لو وقعت في فخّ شاب لعوب، توفَّر له اصطيادها كي تقع في شِباكه؟
كيف تتعرف الفتاة على الشاب "الملّعب"؟
الملّعبأو كما يطلق عليه علم النفس هو ذلك "الدونجواني" الذي لا يهتم إلا بجسد المرأة، فهو زير نساء، له تاريخ طويل من العلاقات النسائية، يواعدهنّ ويعدهنّ بالزواج، ثم يتهرب منهنّ، فيما إذا أحب أحداً من النساء فهي أمه فقط ولا يحب غيرها، لذلك دائماً ما يبحث عن صورة والدته في كل فتاة يتعرف عليها.
يعيش الملّعب على نظام الالتقاء كل يوم بفتاة، كي يستمتع بوقته ويتسلى ويعيش بالطريقة التي تُسعده، دونما أي اعتبار للمعايير الأخلاقية.
أما من ناحية كلامه، فالمعروف أن كلامه معسول، يطرب الأذنين، يوقع في حبه أكبر قدر ممكن من الفتيات، مظهراً كل الحميمة في علاقته مع الفتاة التي يجلس معها، ولكنه يقلب إلى التعامل الرسمي بمجرد أن يرى أيّاً من أقاربه أو معارفه بالصدفة.
في الواقع، الشاب اللعوب فنان ومحترف في تقديم الأعذار الكثيرة والغريبة، جراء اختفائه المفاجئ ولفترات طويلة، ويملك من التفنن في الكذب ما يجعله يتحوّل فجأة إلى رجل أعمال دائم الانشغال في أعماله ومشاريعه، ما يسبب غيابه وتأخره عن موعده مع إحدى الفتيات.
أما هاتفه فغالباً يكون على وضعية "صامت" أو "اهتزاز" تجنباً لاتصال فتاة أخرى به أثناء جلوسه مع واحدة من الفتيات ما قد يفضح أمره.
ولو فكر لمرة أن يكون صادقاً ويبحث عن شريكة حياته للحصول على الإشباع الحقيقي، فلن يحدث هذا، لكون إشباعه الحقيقية يتمثل في حبه لأمه فقط، ومن كثرة أنانيته يصبح كالطفل الذي يتمركز حول ذاته ولذاته، ولأن المشاعر عنده لا مكان لها في قلبه، لذلك لا يقدر على الحب، بل يبحث عن الإشباعات المادية الحسية التي تحتل عنده كل مكان.
كيف تتعاملين مع الشاب اللعوب؟
كي تكوني ذكية في التعامل مع الشاب اللعوب، عليكِ أن تكسري غروره، وتنتصري عليه، ولا تقابلي مجاملته بمجاملة منكِ، وفي حال أبدى إعجابه بكِ يجب أن تغيري الموضوع، واستمري في توجيه الأسئلة المتعلقة بعائلته وأصدقائه وعمله، وكيف يقضي عطلته، والتعمق في حياته الخاصة، حينها قد يتهرب من الإجابة عنها، وهذا أمر طبيعي.
وبعد انتهاء اللقاء بينكما، حاولي تحديد موعد آخر في توقيت معين، وانتظري إن كان سيلتزم بالموعد أم لا، فالمعروف عن الشاب اللعوب أنه لا يلتزم بمواعيده إطلاقاً، فقد يكون مرتبطاً بموعد مع فتاة أخرى، ونسي موعده معكِ، بعدها تحمّلي حجم التبريرات التي سيقدمها لكِ محاولاً إقناعكِ سبب عدم التزامه بالموعد.
كما ستحصد الفتاة التي ترتبط بـ "الدونجواني" التعب جراء اعتياده على الأخذ وعدم العطاء حتى في المواقف التي تتطلب البطولة والشهامة، فهو أول من يهرب وبسرعة، ويعود كالطفل الصغير المتقوقع على نفسه.
ومن أكثر ما يكرهه اللعوب أن يرتبط رسمياً بفتاة، إذ يشعر بالعذاب في حال تحول إلى سجين لامرأة واحدة فقط، لكونه عديم الإحساس وعديم المسؤولية، وإن شعر بالإشباع بعد الزواج، فلا بد وأن يعود تدريجياً إلى طبيعته الدنجوانية مرة أخرى، والعودة إلى علاقاته مع الفتيات اللواتي يشعرنَه بجماله وأهميته ومحبتهنّ له ولكلامه المعسول والمنمّق.
(فوشيا)