إنه أمر مدهش حقاً كيف أن غريزة الأمومة تتخطى حدود النوع في عالم الحيوانات. فقد عثرت قردة على جرو صغير شارد في إحدى المدن الهندية، وأصبحت بمثابة والدة وحامية له. ففي هذه الواقعة غير المعهودة إنما الجميلة، تبنّت قردة كلباً صغيراً شارداً وكأنه طفلها، وحملته معها وهي تقفز على الأشجار وكأنه قرد صغير، وراحت تطعمه وحتى تحميه بشراسة من الكلاب الأخرى المفترسة.
وقد تجمّع الناس حول القردة لمشاهدتها وهي تحمل الجرو الصغير وتعتني به. ويبدو أن بعض الأشخاص تأثّروا بالمشهد حتى إنهم قدّموا طعاماً للقردة والكلب الصغير. وتحرص القردة الأم على أن يتناول الجرو طعامه أولاً قبل أن تأكل هي.
نكران الذات والتعاطف هما غريزتان تولدان بالفطرة لدى جميع الكائنات البشرية. لعل المطلوب هو أن نترك هذه القوى الطبيعية تؤدّيدوراً في حياتنا، من دون أن تختفي شخصيتنا خلف الكثير من الطلبات والرغبات التي تطغى عليها!