رغم أن عدسته التقطت أجمل الصور ووثقت مختلف المواضيع البيئية وغيرها، عبر رصد الظواهر ومتابعتها. إلا أنه هذه المرة، لم يبحث عن أبطال صوره ولم يرصد مكانها ليوثقها، هي حضرت بنفسها وسكنت “وجراً” بين منزلين للعائلة، عند أطراف قريته كفرصير– قضاء النبطية، ثلاثة “هجارس” مع أبويهما، قادتهم الصدفة خلال سعيهم وراء الأمان، ليسكنا بين بيتين لعائلة المخرج والمنتج مهدي سكافي، حيث شعروا بالامان والطمأنينة.
وأتيحت له الفرصة لتصويرها، علماً أن الثعالب الحمراء، تعيش بكثرة في بلدان حوض المتوسط والجزيرة العربية. وقد تكيفت لتعيش في الصحراء والمنتزهات أيضاً. ومن المعروف أن هذه الحيوانات لم تولد حذرة بطبيعتها، رغم أنها ذكية جداً ولديها القدرة على التكيف مع المحيط الذي تعيش فيه. إلاً أن الانسان وبعد أن هاجمها وقتلها وفقا لمفاهيم خاطئة، جعلها تبتعد وتختبئ وتفرّ عندما تصادفه. “اعتادت وجودنا” يقول مخرج ومنتج الافلام الوثائقية مهدي سكافي، لـ greenarea.me، أن هذه الثعالب حضرت منذ بضعة أشهر، لتسكن وجراً بين بيتين لعائلته، عند اطراف بلدته كفرصير، المطلة على نهر الليطاني، في قضاء النبطية. ومنذ حضورها إلى المنطقة، اعتادت العائلتان رمي فضلات الطعام لها، لتخرج وتقتات عليها، بجانب ما تحصل عليه من طعام عند خروجها للبحث عنه.
يضيف: لاحظنا خروجها عند المغيب يومياً. وهي اعتادت على وجودنا، لدرجة أنها لا تخاف منا. فقط تخيفها الاصوات المرتفعة. نراقب خروجها وعودتها يوميا. وقد قمت بالتقاط الصور لها وبعض أشرطة “الفيديو”.
يتابع: عندما حضرت الثعالب إلى هذا المكان، كان باستطاعتنا التمييز بين الام وصغارها. أما اليوم، فالهجارس كبرت لتتساوى تقريباً، بالحجم، مع أبويها. ولا نعلم إن كانت ستبقى في هذا المكان مطولا، أم ستغادر. لكننا أحببنا تجولها بالقرب منّا. واعتدنا أصواتها التي تشبه صراخ الاطفال.
حيوانات مسالمة ويلفت سكافي إلى أن “العائلة اخذت على عاتقها حماية هذه الثعالب ومنع أي كان من الإقتراب منها”. ويختم: هي حيوانات تعيش بيننا.
وهي مخلوقات جميلة ومسالمة ومفيدة في بيئتنا. لذلك، يجدر بنا حمايتها وعدم التعرض لها وقتلها. التوازن البيئي في هذا السياق، يشير رئيس “مركز التعرف على الحياة البرية” الأستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانية – كلية العلوم، البروفسور منير أبي سعيد لـ greenarea.me، إلى أن “كل كائن يعيش في بيئتنا له دوره في التوازن البيئي. ولانقراضه تبعات ونتائج سلبية”.
وينوه بدور الثعلب الاحمر واسمه العلمي Vulpes vulpes، لأنه “من الحيوانات اللاحمة التي تعتاش على اللافقاريات، مثل الحشرات والرخويات. والفقاريات التي يتغذى عليها تشمل القوارض كالفئران، الأرانب، البرمائيات والزواحف الصغيرة، التي تتسبب بأضرار في المزروعات”. ويضيف: عادة ما يهاجم الثعلب الطيور والدجاج، فيتعرض للقتل من أصحابها. ويوضح أبو سعيد بأن “الثعالب تستطيع تحديد مكان طريدتها بمفردها. ولا حاجة لإطعامها، مما يشكل خطراً عليها”. ويتابع: إن حجم هذه الثعالب الحمراء، أصغر قليلاً من حجم كلب متوسط. هي حيوانات ذكية وغير حذرة، بطبيعتها. ولديها القدرة على التآلف. وتعيش عادة بين الناس وبالقرب من البيوت والقرى.
فاديا جمعة - Greenarea