ينكبُّ الفلسطيني عبد القادر أبو عجمية (81 عاماً) على الدراسة بجهد، آملاً أن يحالفه الحظ بالنجاح في امتحانات شهادة الثانوية العامة لهذا العام.
ورسب أبو عجمية، وهو بائع متقاعد من مدينة الخليل بالضفة الغربية، في امتحانات العام الماضي، التي خاضها لأول مرة في حياته، لكنه أصرَّ على التقديم للمرة الثانية هذا العام.
ويدرس أبو عجمية، وهو أب لأربعة عشر ابناً وابنة، خمس ساعات يومياً، ويبذل جهداً للتركيز، مقاوماً محاولات أحفاده الذين بلغ عددهم 36 لإقناعه باللعب معهم.
ويقول مبتسماً بفخر وهو يرتدي بزة رسمية وربطة عنق: "أنا بحب التعليم"، مضيفاً: "لا يوجد حدود تمنع أي أحد من الدراسة، التعليم لا يتوقف عند عمر معين".
ومضى قائلاً: "أنا بدي أعمل مثال لكل الأجيال أنه إياكم تتوقفوا عن التعليم".
ويخوض أبو عجمية امتحاناته في غرفة خصصت له في المدرسة المحلية، إذ إنه يضطر لإملاء الإجابات على مساعدة له، بعد أن أثرت جلطة أصابته على حركة يده.
وأظهرت أرقام الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن نسبة الأمية بين الفلسطينيين فوق عمر 15 عاماً تبلغ 3.3% فقط، وهي من أدنى المعدلات في العالم العربي.
ويحظى أبو عجمية في جهوده لتحصيل العلم بدعم عائلته المطلق، وخصوصاً زوجته التي تحاول دائماً إلهاء أحفاده عنه خلال ساعات الدراسة.
وقال زكريا أبو عجمية (43 عاماً) عن والده ووالدته "أمي بتهتم بكل طلبات أبي وتلبيها كأنه طالب ثانوية في الثامنة عشرة من عمره".
وأضاف أن جميع أفراد العائلة يشجعون والده في مسعاه ويشعرون نحوه بالفخر الشديد.
وأوضح زكريا أن والده بدأ الدراسة في مدرسة بقرية على مقربة من الرملة، التي باتت إسرائيل الآن قبل تأسيسها عام 1948، حين اضطرت عائلة أبو عجمية إلى الهرب واللجوء إلى الضفة الغربية خلال الحرب العربية الإسرائيلية.
واضطر أبو عجمية إلى التخلي عن حلمه بالدراسة والعمل في بيع الأطعمة، وبدأ بالتفكير في تحقيق أمنيته بعد تقاعده، مشدداً على هدفه بأن يكون على قدم المساواة في التحصيل العلمي مع أولاده وأحفاده.
وتعلن نتائج الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة، في منتصف تموز، وتستعد العائلة للاحتفال إذا نجح عميدها، لكن ابنه قال إن والده لا ينوي إكمال الدراسة والذهاب للجامعة.
(Huffington Post)