أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

صبراً أبا هادي فان الله مع الصابرين

الإثنين 13 نيسان , 2009 12:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,268 زائر

صبراً أبا هادي فان الله مع الصابرين

ماذا يستطيع الانسان أن يقول في زمن أصبحت فيه المقاومة تهمة يجب تبريرها، والجهاد في سبيل الله ارهاباً تجب محاربته، ومساعدة المظلومين المحاصرين والمحتلة أرضهم تآمراً على أمن البلاد والأنظمة !؟؟ في زمن أصبحت فيه الخيانة صفة يفتخر ويجاهر بها السفهاء وأذنابهم، وأصبحت فيه محاربة دين الله والمستضعفين من المسلمين واجباً (أمريكياً) يتم به التذلل والتقرب إلى أعداء أمتنا ونيل رضاهم !! في زمن يكذب ويحاصر ويشتم فيه المؤمن المجاهد الصادق، ويصدق ويعظم ويصفق فيه للظالم الفاجر الكاذب، ويخوّن فيه المخلص الأمين، ويأمّن فيه على حكم البلاد الجبان المتخاذل الخائن !! في زمن يسمى فيه الاستسلام والتآمر مع أعداء الله وأعداء العرب والمسلمين والانسانية وقتلة الأطفال حواراً وتعقلاً وسلاماً !! في زمن قد تمادى فيه الطغاة في طغيانهم وبالغوا في ظلمهم وسفههم ووحشيتهم حتى بلغ ظلمهم المدى والآفاق، طغاة عتاة نزعت الرحمة من قلوبهم والحياء من وجوههم فباتوا شياطين جلادين يتحكمون بمصائر أوطان وحياة شعوب بأكملها يسرقون خيراتها ويضيعون حقوقها ويعتدون على كرامتها وكرامة أبنائها، وفوق كل هذا الظلم والفساد فان هؤلاء المتحكمون المجرمون يمارسون أبشع انواع العدوان والقهر والاستعباد بحق ملايين البشر المعذبين والمحرومين من العيش حياة كريمة في أوطانهم التي تحولت إلى مزارع اقطاعية وسجون كبيرة يديرها مرتزقة عديمو لأخلاق والدين والانسانية ويحكمونها بالنار والحديد والترهيب، وكل من يتجرأ فيها على الصراخ ألماً وقهراً مطالباً بحقوقه المشروعة فان مصيره سيكون إما الخطف والسجن والتعذيب، وإما التصفية والقتل والتغييب !!

يعلم الله أن مظالم وجرائم هؤلاء المتحكمين المجرمين الطغاة تحتاج إلى آلاف الصفحات والكتب والمجلدات لكي يتم الحديث والكشف عنها، ولكن مما لا شك فيه أن أعتى طاغية من بين هؤلاء الطغاة وأكثرهم تجبراً وتكبراً هو "فرعون" هذا الزمان ووزيره "هامان" وزبانيته من المرتزقة السفهاء والمنتفعين الذين لم يكتفوا باستعباد وتجويع واذلال الملايين من أبناء شعبهم المظلوم بل أصبحوا اليوم يصرون عن سابق اصرار وظلم وعمالة وتصميم على محاصرة مليون ونصف مليون انسان فلسطيني حتى الموت وهؤلاء المحاصرون لاذنب لهم سوى أنهم يرفضون الاستسلام لقاتليهم ويرفضون الاعتراف بكيان ارهابي عنصري اجرامي بني على أرضهم وأنقاض بيوتهم وعلى حساب حقوقهم وكرامتهم وجثث ودماء آبائهم واخوانهم وأبنائهم !!

والذنب الأكبر لهؤلاء الفلسطينيين المحاصرين أنهم تصدوا للعدوان ولم يرضوا أن يحاصروا كالنعاج بانتظار سكين الجلاد، فقاوموا وضحوا وانتصروا بعون الله على الأعداء المجرمين، ولكن هذا النصر الالهي أغضب فرعون هذا الزمان كما أغضبه سابقاً نصر حزب الله فقرر أن يعاقب المنتصرين على انتصاراتهم ويستمر ويزيد في حصارهم وتشويه سمعتهم، وذلك لأن انتصارات هؤلاء المجاهدين الأبطال أحرجته مرتين، مرة أمام شعبه الذي ملّ من ظلمه وكذبه وعمالته ومن حياة الضعف والذل والخنوع التي يفرضها عليهم، ومرة ثانية أمام شركائه الصهاينة الذين لا يهنأ باله إلا برضاهم وبمعانقتهم وتقبيلهم والذين يصدر لهم الغاز المصري بأبخس الأسعار ارضاء لهم ولسيده الأمريكي الذي يمده بفتات المال الحرام الذي يذهب لجيبه وجيوب زبانيته ويضمن له استمرار ملكه المتهالك ونظامه الظالم الذي يضطهد ويحاصر أكثر من سبعين مليون انسان مصري يعيش معظمهم في فقر وتجهيل وذل وحرمان، شعب مظلوم يعيش الملايين منه في بيوت تنهار كل يوم على رؤوس ساكنيها وتحصد مئات الضحايا من الرجال والنساء والأطفال وملايين أخرى تعيش في بيوت الصفيح وبين الخرابات والقبور، شعب مضطهد يعيش بأغلبيته الساحقة في فقر وحرمان لايجد المواطنون فيه مايكفيهم من قوت العيش مع ان بلادهم هي بلاد الخير والعطاء وانعم الله عليها من كل النعم، ولكن أي خير يبقى وهذا الفرعون وزبانيته ومرتزقته يأكلون الأخضر واليابس ويملكون الأرصدة الضخمة المسروقة من أموال الكادحين ومن جهد عرقهم وشقائهم والتي تهرب كل يوم إلى البنوك الأمريكية والغربية لتوضع هناك باسمائهم وأسماء عائلاتهم وتضيع بلا رجعة، هذا الفرعون وزبانيته يعيشون في القصور وفي أفخم الفلل ويملكون المصانع والشركات والعقارات والأبراج والأراضي والمزارع وأساطيل السيارات وأفخم الشاليهات التي تتواجد في أجمل المناطق الطبيعية وعلى أجمل الشواطئ التي لا يجرأ على مشاهدتها - ولو في أحلامهم - معظم المواطنون لهذا الشعب المظلوم والمحروم ، بينما يسرح ويمرح عليها أعداء الأمة المجرمون الصهاينة كما يشاؤون ويدنسون أرض الكنانة الطاهرة بعربدتهم ودعارتهم، وذلك على بعد أمتار قليلة من أرض فلسطين المحتلة التي يقتل فيها الابرياء برصاص الصهاينة من جهة ويموت فيها الأطفال مرضاً وجوعاً بسبب هذا الحصار الظالم من جهة أخرى !!

وكم يحزن قلبي وقلوب كل المسلمين والعرب المخلصين أن يشاهدوا صغار صغار السفهاء لنظام جبان عميل انتهت صلاحيته الأخلاقية والسياسية وهم يتطاولون بأقلامهم المأجورة المسمومة على السيد حسن نصر الله أشرف الناس وأطهرهم قلباً وقولاً وعملاً في أكبر انحطاط تشهده صحف بلد عربي عريق بحضارته وتاريخه واعلامه، وكم يؤلمني أن أسمع كلاماً ينافي الحق والحقيقة من "بعض" الاخوة المصريين الذين ينجرون وراء اعلام هذا النظام الكاذب واضاليله وافتراءاته تدفعهم عصبيتهم وجهلهم لتصديق مالا يصدقه أي مؤمن عاقل عادل، متناسين كيف أن النظام الذي يبيع بلده ويسرق حقوق شعبه ويعتدي على كرامة ابنائه وينتهك أعراض الرجال والنساء والأطفال على حد سواء في سجونه المظلمة هو نظام كاذب فاقد لأي مصداقية ولو كان يملك أضخم وأحدث أجهزة الإعلام، وأن النظام الذي يسمح بأن يرفرف علم الكيان الاسرائيلي الغاصب في سماء مصر العزيزة، بينما يحاصر في نفس الوقت الفلسطينيين ويهددهم "بتكسير الأرجل " ويلاحق المجاهدين منهم ويقتلهم ويهدم الأنفاق فوق رؤوسهم وهم أحياء لكي يمنع عنهم أسباب الحياة هو نظام بلا أخلاق وبلا ضمير وبلا حياء، ولن تفيده كل أكاذيبه وأضاليله وافتراءاته على المجاهدين الشرفاء الذين يحملون أرواحهم على أكفهم في ساحات الجهاد وعلى سيد المقاومة حسن نصر الله الذي كرس حياته وشبابه للجهاد في سبيل الله دفاعاً عن وطنه وعن الأمة والذي أذل الكيان الاسرائيلي وأعز المسلمين والعرب والذي استشهد ابنه هادي في خطوط المواجهة مع العدو الاسرائيلي، على عكس فرعون مصر الذي يرتمي كل يوم في أحضان الصهاينة ويتذلل لهم حتى ولو شتموه! وآخر انجازاته دعواه "الكريمة" للمتطرف الصهيوني النتن "نتنياهو" الذي خاطب وزير خارجية حكومته الأشد تطرفاً هذا الفرعون العديم الكرامة "فليذهب إلى الجحيم" ومع ذلك لم نرى كل هذا الهجوم وكل هذه الافتراءات والشتائم في حقه في الصحف التابعة لهذا النظام !! ذاك الفرعون الذي يريد أن يورث ابنه وزبانيته بلداً بأكلمها ليكملوا سرقة ماتبقى من خيراته وليعاملوا فيه الشعب صاحب أعرق تاريخ وحضارة معاملة العبيد فشتان شتان بين القمة وبين الحضيض.

وهنا أخاطب كل انسان مؤمن حر شريف من اخواننا من شعب مصر المؤمن والواعي والمنصف وادعوهم أن يحكموا دينهم وعقولهم وقلوبهم فيما يحصل وألا يكونوا شهود زور لنظام كاذب مفترى يريد ايقاع الفتن بين العرب والمسلمين لمصلحة أعدائهم الصهاينة اليهود قتلة أطفالهم، فليس من عقيدة حزب الله ولا من أخلاقياته أن يفكر أو يرضى بقتل الأبرياء فهو المشهود له بأنه سامح وصفح عن قاتليه من العملاء الذين كانوا يحاربونه في الجنوب إلى جانب المحتل الاسرائيلي ويقتلون أهله ويعذبون مجاهديه في السجون، فهل يصدق انسان عاقل أنه يريد الاضرار أو تهديد حياة أناس أبرياء في مصر أو غيرها ، وأما تهمة تهريب السلاح للمجاهدين في غزة فهي وسام شرف يعلق على صدر حزب الله والسيد حسن نصر الله بينما يجب على ذاك النظام العميل وفرعونه الذليل ان يشعر بالخجل والعار وهو يمنع وصول ذلك السلاح ارضاءاً وخدمة لأسياده في امريكا وسرائيل.. وهنا أؤكد لكل مصري حر شريف أنه لم ولن يرضى أحد من حركات المقاومة، لا من حماس والجهاد ولا من حزب الله ولا غيرهم من المسلمين والعرب أن يشن شعب مصر الغالي والحبيب حرباً ضروساً على الأعداء الصهاينة وأن يدفع هو لوحده ضريبة هذه الحرب المدمرة، لأن هذا أمر ظالم لا يرضاه أي انسان مؤمن عادل، ولكن كل ما هو مطالب به شعب مصر الأصيل في ايمانه والكبير بأخلاقه والمعروف بشهامته التي يشهد لها التاريخ هو أن يجبر نظامه الظالم الفاسد على أن يفتح –فقط- معبر رفح لدخول المساعدات الانسانية لأهلنا في غزة وفلسطين دون من ولا أذى ولا تأخير، فهذا المعبر هو المعبر العربي – العربي الوحيد الخالي من الوجود الاسرائيلي البغيض، وهو المعبر الوحيد الذي يصل أمتنا بأرض فلسطين المحتلة والذي يجب ان يكون شريان الأمل والحياة لأهلنا في فلسطين بدل أن يكون معبر ذل ومعاناة وموت في الأنفاق تحت الأرض، وان يكون معبر اغاثة دائم ومتواصل تتدفق عبره المساعدات العاجلة الضرورية لحياة الناس المحرومين في فلسطين، بدل أن تحجب مئات الأطنان من المساعدات القادمة من كل أنحاء العالم والتي يتلف قسم كبير منها في المستودعات على الحدود المصرية الفلسطينية دون أن تصل لمستحقيها بدون وجود أي داع أو مبرر أخلاقي أو سياسي أو حتى قانوني !!

وليكف بعض المتصهينين عن ترديد اسطوانة أنهم لا يستطيعون فتح المعبر تحت مبررات وحجج واهية مختلفة، فلا توجد معاهدة سلام في العالم تجبر حكومة أو طرفاً من الأطراف على حجب قوافل اغاثة ومساعدات انسانية لبلد مجاور كما يدعي كذباً نظام فرعون المنافق !! وليس هناك قانون واحد في العالم يمنع اغاثة بلد أو منطقة منكوبة، فكيف إذا كان هذه المنطقة هي غزة التي دمرت كل مقومات الحياة فيها بقنابل الحقد الاسرائيلية، والتي يعاني فيها مئات الآلاف من الناس الأبرياء مرارة الجوع والعطش والمرض ؟؟!! فلا أمريكا ولا أوروبا ولا حتى حكومة اسرائيل النازية يستطيعون محاسبة مصرإذا هي قررت فتح معبر رفح وسمحت بادخال مساعدات انسانية بشكل دائم ومستمر انقاذا لحياة مئات الآلاف من الناس في غزة وحتى في كل فلسطين، ولكن للأسف يبدو أن هناك قراراً أمريكياً – اسرائيلياً بتوكيل هذا النظام الفاسد مهمة محاربة حركات المقاومة والتضييق عليها بعد ان فشلت جيوش أمريكا واسرائيل في مواجهتها بشكل مباشر، فهذا النظام يدرك ان دوره انتهى وأن عمالته ووجهه القبيح قد انكشف وهو يريد أن يثبت أنه لايزال يستطيع قادراً على أداء مهمة العمالة ولذلك فانه يجند كل طاقاته وامكانيته ووسائل اعلامه للتهجم على حركات المقاومة وعلى رأسها حماس وحزب الله والسيد حسن نصر الله شخصياً لأن هذا النظام الخبيث يعلم تماماً أن السيد حسن نصر الله هو العدو الأول لاسرائيل وحلفائها وهو يتعقد أنه بتطاوله هذا على حزب الله وأمينه العام وبنشره للفتن وخاصة التحريض المذهبي والأكاذيب والافتراءات سيجني ربحاً وقبولاً عند الادارة الأمريكية الجديدة مما قد يزيد من أيام عمره الذي شارف على نهايته فسحقاً للعمالة والمال الحرام اللذي يجعل الانسان يتخلى عن مبادئه ودينه وأهله !!


صبرأ أيها المجاهدين الابطال في لبنان وفلسطين على ظلم المنافقين وافتراءاتهم فان الله مع الصابرين وإن نصر الله لقريب وإن الله يمهل ولا يهمل.
سلاماً أبا هادي على قلبك الأبيض الطاهر الذي يحمل هموم وطنه وأمته، وسلاماً على قلبك الطيب المتسامح الذي لا يحمل أي حقد أو ضغينة كتلك التي تحملها القلوب السوداء للمتآمرين عليك والذين يسعون بكل الوسائل لأذيتك وتشويه سمعتك وسمعة حزب الله الطاهرة التي لم ولن يستطيعوا تلويثها بسموم حقدهم وكذبهم وافتراءاتهم مهما اجتهدوا هم وأسيادهم في أمريكا واسرائيل، فالحمد لله أن الحق بين وإن الباطل بين، وإن مسيرة حزب الله تزكيها دماء الشهداء الطاهرة التي هي أقوى وأبلغ وأصدق من كل حقد أو ظلم أو افتراء، وإن هؤلاء الطغمة المتحكمة الفاسدة قد وصولوا إلى أواخر أيامهم وهم الآن في نهاية طريق مسدود ولذلك ليس مستغرباً سرعة انحطاطهم وبذاءة شتائمهم، فهم قد انكشفت خيانتهم أثناء العدوان على غزة وبعده في كل مواقفهم وتصريحاتهم وأفعالهم، وانكشفت عمالتهم في اصرارهم على محاربة المجاهدين ومحاصرة الأبرياء وفي نفس الوقت استمراهم في الارتماء في أحضان الأعداء المجرمين، ولذلك فان أكاذيبهم وافتراءاتهم لم يعد يصدقها أحد من الأحرار الشرفاء إلا أمثالهم من العملاء والمرتزقة، وهؤلاء جميعاً سيلفظهم التاريخ وسيرميهم الشعب المصري الأصيل في مزبلة التاريخ كما رمى الكثيرين من الظلمة والخونة والعملاء من قبلهم، وإن الشعب المصري هو وحده من سيقوم بهذه المهمة وهو حقاً لا يحتاج لمساعدة أحد فهو شعب حر مقاوم تجري المقاومة في عروقه ودمه وهو لم ولن يقبل الاستمرار في العيش في ذل وقهر تحت حكم الخونة والظالمين، وهو لابد ثائر منتفض من ذله وخنوعه مهما طالت السنين، وأما السيد حسن نصر الله فله رب يحميه وقلوب تنبض بحبه في كل مكان في العالم ومن أمامه رجال كالأسود متربصين ومستعدين لأن ينقضوا على كل من تسول له نفسه من الصهاينة المهزومين وعملائهم المنافقين أن يجربوا مرة اخرى أن يواجهوا رجال الله الذين كانو ولا زالوا باقون على العهد في ساحات الجهاد وأيديهم قابضة على الزناد حتى يأتي الله بأمره، وإن حزب الله هم الغالبون.

Script executed in 0.2112250328064