عادت الطفلة كريستينا ابنة قراقوش إلى حضن عائلتها بعد ثلاث سنوات على اختطافها من قبل مسلحي داعش. عائلة الطفلة البالغة من العمر ستّ سنوات أُجبرت على النزوح من قراقوش بعد سيطرة داعش عليها عام 2014 واختطف المسلحون كريستينا من حضن والدتها وهي على متن حافلة كانت تستعد لمغادرة البلدة.
وفي وقت تلقت الأم خلال الفترة المنصرمة أخباراً شحيحة عن كريستينا إلى أن ورد اتصال من عائلة موصلية أخرى وجدتها تبكي في الطريق قبل سنتين فاهتمت برعايتها إلى أن تمكنت من التواصل مع أهلها وإعادتهم إليهم. وكانت الميادين سلطّت الضوء على اختطاف الطفلة كريستينا ضمن وثائقي "ضحايا داعش" للمخرجة هلا بوصعب الذي تضمّن ثلاثة أجزاء، فكانت بذلك أول وسيلة إعلام في العالم تتحدّث عن قصتها.
وفي الوثائقي المذكور تروي والدة كريستينا في مخيم "عنكاو مول" كيف دخل مسلحو داعش وساقوا ابنتها وسلموها إلى "أمير" داعش، وكيف توّسلت الأخير عدة مرات لإطلاقها، مهدداً إياها بالقتل. وأبدت الوالدة يومها، لكاميرا الميادين والدموع تغطي وجهها، خشيتها من ضياع ابنتها خاصة وأنها صغيرة ولا تعرف اسم ذويها.
"بريخا.. بريخا" بهذه الكلمة السريانية يبارك أقرباء كريستينا ذات الأعوام الستة والمتحدّرة من بلدة قرقوش بعودتها إلى حضن عائلتها النازحة إلى أربيل، بعد ثلاث سنوات على خطفها من تنظيم داعش.
وفي مخيم أشتي في مدينة اربيل المخصص للنازحين المسيحيين من محافظة نينوى، تخيّم أجواء الفرح على كرفان من غرفتين تقيم فيه عائلة كريستينا عزو عبادة. يضيق بالمهنئين الذين يطلقون بالسريانية تعبير "بريخا" أي مبروك. وتطلق بعض النسوة الزغاريد فرحاً بعودة "صغيرة البيت" الجمعة بعد فراق استمر ثلاث سنوات. وتقول والدة كريستينا عايدة (46 عاماً) لوكالة فرانس برس بتأثر شديد بدون أن تتمكن من حبس دموعها "أن أرى ابنتي يعني هذه معجزة" موضحة "صدمت لأنها كبرت وتغيرت، لم أعرفها".
لكن أكثر ما يؤلم عايدة أن ابنتها لم تتمكن من التعرّف إليهم. وتقول "لم تتذكر شيئاً، اعتادت على العائلة التي كانت معها لكن سنحاول أن نعوّدها علينا لتعرف أنني أمها الحقيقية وهذا والدها الحقيقي وأخوانها"، مضيفة "هذه هي الحقيقة ويجب أن تعود إلى الحقيقة". وتناشد الوالدة المنظمات المعنيّة بالطفولة زيارة العائلة لمساعدتها على نقل الطفلة إلى عالمها الجديد.
(الميادين)