أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

إنتخابات صور من «أم معارك» الستينيات ... إلى «محدلة» التزكية في الـ2009

الثلاثاء 14 نيسان , 2009 08:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 4,649 زائر

إنتخابات صور من «أم معارك» الستينيات ... إلى «محدلة» التزكية في الـ2009

انتخابات دائرة صور التي كانت تشهد ام المعارك وتحديداً بين العامين 1960 والـ1972 بين اللوائح المدعومة من الخصمين التقليديين الشيعيين آل الأسعد وآل الخليل، مرت بمحطات عديدة كان فيها الابرز التناوب على سدة البرلمان بين الطرفين والحراك الانتخابي في المدن والبلدات الصورية.
النائب والوزير الراحل محمد صفي الدين يروي في مذكراته محطات اساسية من انتخابات العام 1960 وحتى العام 1972، يُظهر فيها مدى تدخل رئاسات الجمهورية في تلك المرحلة، خاصة الرئيس فؤاد شهاب في فرض بعض المرشحين على اللوائح والتي كان فيها الفوز لثلاث دورات متتالية للائحة الأسعدية في مواجهة اللائحة «الخليلية» التي فازت في المرة الرابعة أي في العام 1972.
يقول صفي الدين الذي كان عين نائباً للمرة الأولى في العام 1947 أنه في العام 1960 «باشرت بتأليف لائحة انتخابية عن دائرة قضاء صور وكان حينها قد أصبح عدد النواب في هذه الدائرة ثلاثة. عندها جرت اتصالات بيني وبين المرحوم أحمد الأسعد واتفقت وإياه على ترشيح السيدين سليمان عرب وجعفر شرف الدين، غير أن رئيس المكتب الثاني انطوان سعد اتصل بي ورجاني أن لا آخذ شرف الدين على اللائحة، لأنه لديه تقارير عديدة تتضمن مواقف له لا ترتاح إليها الأوساط الرسمية العالية».
يضيف: أعلمت سعد بأنني لا استطيع الاستغناء عن شرف الدين كونه ابن المجتهد السيد عبد الحسين شرف الدين وأن له مكانة شعبية واجتماعية مرموقة. بعد ذلك استدعاني الرئيس فؤاد شهاب وفوجئت انه يطلب مني ضم رضا وحيد عوضاً عن شرف الدين. فأجبته مع تقديري لمواهب الدكتور وحيد لا يمكنني إجابة طلبك. وبالفعل شكلت لائحة تضمني الى سليمان عرب وجعفر شرف الدين بمواجهة لائحة مؤلفة من كاظم الخليل ورضا التامر وحسن فواز، وحينها كان فوز كامل للائحتنا.
ويلفت الدكتور حسن كريم في دراسة حول تطور البنى الاجتماعية في صور، الى بدء تراجع دور الإقطاع التقليدي في تلك الفترة وبروز دور العائلات المحلية ودخول الأحزاب المعترك السياسي الذي تجسّد في ذلك الوقت من خلال خوض مرشح «حركة القوميين العرب» الراحل محمد الزيات الانتخابات منفرداً، محققاً 4541 صوتاً أي ما يقارب نصف الأصوات التي حصلت عليها لائحة صفي الدين الرابحة.
وفي العام 1964 لم تشهد الانتخابات تبدلاً كبيراً في المشهد السياسي فقد حافظت لائحة صفي الدين على نجاحها مع تبديل اسم سليمان عرب بعلي عرب. مقابل خسارة كاظم الخليل ورضا التامر وآخرين.
وهذا الحال استمر في دورة انتخابات 1968 التي فاز فيها مجدداً محمد صفي الدين محققاً 11399 صوتاً وعلي عرب 11205 صوتاً وجعفر شرف الدين بـ11083 صوتاً وسقوط كاظم الخليل بـ9309 صوتاً ويوسف رضا ويوسف حمود والمرشح المنفرد الراحل الدكتور علي الخليل الذي فاز في الدورة اللاحقة.
إحتلال صفي الدين وحليفيه علي عرب وجعفر شرف الدين مقاعد صور لم يستمر في الانتخابات الأخيرة التي جرت على أساس القضاء في العام 1972، فقد نجح كاظم الخليل ويوسف حمود فيما رسب نصرت ابو خليل من اللائحة نفسها التي اخترقها المرشح علي الخليل القريب من حزب «البعث» والمدعوم من الأحزاب الوطنية.
من العام 1972 استمرت ولاية النواب كاظم الخليل وعلي الخليل من صور ويوسف حمود من جويا. وفي اول انتخابات جرت بعد الحرب الأهلية في العام 1992 بقي النائب المرحوم علي الخليل في لائحة تحالف حركة «امل» و«حزب الله»، حتى وفاته قبيل انتخابات العام 2005.
وتوالى منذ ذلك الحين على نيابة دائرة صور النائب السابق احمد عجمي 1992 ـ 1996، النائب السابق عبد الله قصير 1996 ـ 2005، النائب علي الخليل من 1972 وحتى 2005 والنواب الحاليون محمد فنيش («حزب الله») عبد المجيد صالح وعلي خريس (حركة «امل») والنائب القادم نواف الموسوي («حزب الله»).

Script executed in 0.19832897186279