عكس ما كان عليه الأمر لسنوات طويلة، لم يقف أحد السبت، 10 يونيو/حزيران 2017، في الطابور الطويل أمام مطعم "هاشم" الشهير، وسط العاصمة الأردنية عمان، الذي قدم صحون الفول والحمص وأطباق الفلافل مع كؤوس الشاي الشائع في بلاد الشام للأمراء والملوك والفنانين وعامة الشعب، فالمكان مغلق لأول مرة منذ 1952، حزناً على صاحبه الذي توفي في نفس اليوم.
واشتهر المطعم لصاحبه المتوفى هاشم الترك قبل سنوات، حيث زاره رغم بساطته الكبيرة، الملك عبد الله الثاني وزوجته الملكة رانيا وأبناؤهم، بالإضافة إلى الأمير الحسين بن طلال الذي أخذ إليه ضيوفه، ليؤكد أن في أكلات المكان سراً ولذة يستحق أن يُجربها الناس.
البساطة
وفي "هاشم" لا توجد خدمة الخمس نجوم، ولا تتألق نظافة المكان بعبق الروائح العطرية المنظفة، بل إن روائح زقاق البلد والجاري الصحية قد تتسلل إلى أنفك، ولا يبدو أن الوقت يتاح كثيراً لعمال المطعم للاهتمام بنظافة المكان بدقة متناهية كالمطاعم الأخرى في العاصمة؛ فالزبائن مستمرون في الطلبات، وما إن تُغادر مجموعة حتى يأتي مثلها عدداً.
ولا تملك المطاعم في تلك المنطقة مساحات كبيرة تمكنها من نشر طاولاتها بأريحية، ما لا يُمكنها من استقبال أعداد كبيرة من الزبائن، الأمر الذي يضطر المطعم الشهير لوضع طاولاته على الرصيف المقابل له، وفي أوقات الأزمات ينتظر الزبائن أن يفرغ غيرهم من شاغلي الطاولات مكانهم ليحلوا بدلاً منهم.
لا فوارق
ومن أسرار جمالية هذا المطعم الذي تجتمع فيه التناقضات، حسب زبنائه، غياب الفوارق الطبقية والاجتماعية، حيث يقبل الجميع بالجلوس على طاولة بلاستيكية الصنع، وتناول صنف واحد من الطعام، بثمن غير مكلف.
والمذاق لدى "هاشم" يبدو جيداً، مع جلسة بسيطة يرافقها حديث ولمات أصدقاء، ولا تبدو الكلفة أمراً مرهقاً للزائر؛ إذ لا يتجاوز سعر صحن الحمص أو الفول الدولارين، وما زالت حبة الفلافل العادية لديه محتفظة بسعر زهيد، أمام الأسعار العالية في مطاعم أخرى.
وإلى جانب الساسة والمسؤولين، زار المطعم الذي تجاوزت شهرته الأردن العديد من الفنانين العرب والإعلاميين كعمر الشريف وفريد شوقي وملحم بركات وجورج وسوف، وراغب علامة، وأحمد السقا، ومحمد صبحي ويونس شلبي وكاظم الساهر وآخرين كثر.