نجح مسلسل الهيبة في حلقاته الأولى بخطف الكثير من المشاهدين في رمضان 2017 إلى عالمه الخاص، واستطاع إلى اليوم بأن يكون حديث الجميع في الحلقات الأولى من عرضه بعدما استقطب المشاهدين كالأسرى خلف شاشات التلفزة.
عوامل كثيرة منحت مسلسل "الهيبة" الزخم لمتابعته، وهي عالمه الخاص الذي نقل المشاهد إلى واقع يمكن اسقاطه على بيئة لبنانية كل ما يجري فيها و كأنه من "كوكب آخر"، حيث تدور أحداث المسلسل حول شخصية "جبل" تاجر السلاح و المخدرات المحبوب من قبل أهل قريته.
لكن من هو جبل الحقيقي الذي تدور أحداث المسلسل حوله؟
"جبل" هو "نوح زعيتر" اللبناني المطلوب للعدالة بمئات الجرائم، بانه يزرع القنب الهندي ويتاجر به، لكنه يؤكد ان ذلك لم يكن خيارا بل فرضته الظروف في بلدته الصغيرة الواقعة في شرق لبنان.
حيث يقطن زعيتر في بناء واسع شيده في قرية الكنيسة على سفح سلسلة جبال لبنان الغربية التي تفصل منطقة البقاع عن منطقة الارز في الشمال. وهو متزوج وأب لأربعة اولاد أكبرهم علي وأصغرهم غيفارا، عند مدخل منزله ينتصب برج مراقبة عال ينبه العابرين من عدم الاقتراب وفي باحة المنزل الداخلية تقف عدة سيارات زجاجها قاتم من بينها واحدة من نوع هامر وسيارات رباعية الدفع.
يتنقل زعيتر الذي يربط شعره الطويل ويرتدي "الجينز" الضيق وجزمة رعاة البقر الاميركيين، بمسدس على وسطه محاطاً بحراسه الشخصيين الـ14 يحملون رشاشات حربية او قاذفات صاروخية ويطلقون على انفسهم ألقابا منها "النمر" و"العقرب" و"بن لادن".
وهو يعتبر من بين ابرز مزارعي المخدرات والمتاجرين بها البالغ عددهم نحو 50 في منطقة البقاع الشرقية الخارجة معظمها عن سلطة القانون حيث يفلتون من العقاب بشكل شبه تام.
يقول محمد شماس مزارع من الكنيسة ويصف زعيتر بانه "شخص كريم" ويؤكد ان موقف السلطة منه "غير منصف". ويقول "يتهمونه بكل امر سيئ يقع في المنطقة ولكن لولاه لما تمكن البعض من البقاء احياء".
وتصل ارباح زعيتر عندما يكون المحصول جيداً الى مليون ونصف مليون دولار سنوياً تقريباً. وهو يساعد اهل قريته البالغ عددهم نحو 200 نسمة ويقيمون في منازل لا تتوافر في بعضها المياه او الكهرباء.
وقال: "اعتني بهم. اؤمن لهم الخبز والمياه بما ان الدولة عاجزة عن القيام بذلك".
ومع انه مطلوب للعدالة محلياً ومن الإنتربول قال ساخراً: "التجارة بحشيشة الكيف جريمة لكن بيع الدولة وقتل المواطنين وابقاءهم جياعا ليس جريمة (…) في هذه الحال سأبقى بكل فخر اكبر المجرمين"!
ووقف زعيتر امام حقول القنب الممتدة حول منزله وقال بتحد: "انا لا اخشى احداً سوى الله"! ويضيف بسخرية "التجارة بحشيشة الكيف جريمة لكن ابقاء المواطنين جياعا ليس جريمة (…) في هذه الحال سأبقى بكل فخر اكبر المجرمين".
المصدر: شام تايمز