صب النشطاء العراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي، الاثنين، جام غضبهم على الحكومة العراقية إثر نشر السفارة الأسترالية في بغداد لوحة كبيرة تحذر فيها العراقيين من السفر إلى أستراليا.
وثبتت السلطات الأسترالية لوحة فوق بناية مرتفعة في قلب بغداد كتب عليها "لا تحاول القدوم إلى استراليا بطريقة غير مشروعة على متن قارب .. سيتم إرجاعك"، محذرة بذلك العراقيين الراغبين بالهجرة إلى أستراليا.
كما ظهرت على اللوحة الكبيرة صورة عسكري من القوات الخاصة الأسترالية وقد بدت عليه علامات الصرامة والتشدد.
ورغم بعد المسافة وصعوبة الوصول، اختارت السلطات الأسترالية مخاطبة الشارع العراقي مباشرة من أجل تحذير الشباب والعوائل من الوقوع ضحايا لمهربي البشر عبر خداعهم بإيصالهم إلى أراضي القارة النائية لينتهي بهم المطاف محتجزين في عرض المحيط الهادئ. إلا أن العراقيين وجدوا عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" متنفسا للتعبير عن وجهات نظرهم بالأمر عبر تعليقات اتسمت بالسخرية والغضب، فيما رأى آخرون أن الإعلان خطوة صحيحة لتجنب الأسوأ.
وقال أحد الناشطين: "العراقي ربما يعرض نفسه لخطر الغرق حتى يصل إلى أستراليا، وذلك نتيجة الفساد في بلد منتهي الصلاحية"، وأضاف "هذا الإعلان المثبت في قلب بغداد يعني أن المسؤولين في هذا البلد باتوا بلا إحساس ولا وطنية، لأن ذلك يحصل في تاسع أغنى بلاد العالم من حيث الثروات".
إلا أن ناشطة رأت في الأمر شيئا إيجابيا حيث كتبت "هذا الإعلان ظاهريا يزعج الكثير من الناس، لكن في باطنه الرحمة"، لافتة إلى أن العديد من الأمور يجب الاستفاقة على حقيقتها.
وأضافت الناشطة "لا ينفعنا غير بلدنا وناسنا، لذا أبقوا بالعراق وابنوا مستقبله من جديد واضربوا بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات عراقنا ومستقبل شعبه".
وخلافا لما قاله الناشطان، نبّه ناشط عراقي آخر إلى مسألة الهجرة حيث نشر على صفحته: "لا أحد يورّطكم ويذهب بكم إلى أستراليا، فهي مغلقة الحدود منذ ثلاثة أعوام"، مشيرا إلى أن العديد تورطوا في المشكلة ذاتها، مقدما النصح للآخرين بالعدول عن رغبتهم إذا كانوا ينوون الخروج عبر التهريب.
في غضون ذلك وجهت أمانة بغداد بلدياتها في العاصمة بإزالة تلك الإعلانات، مؤكدة أن إعلان السفارة الأسترالية غير مرخص وغير مسموح به.
وتتبع أستراليا سياسة متشددة لإيقاف الهجرة غير الشرعية نحو أراضيها، حيث تعترض السلطات الأسترالية قوارب تهريب المهاجرين وتعيدها إلى أماكن انطلاقها، فضلا عن اعتقال من يصل في مراكز اعتقال خاصة أعدت على جزر نائية وسط المحيط الهادئ.
جدير بالذكر أن الحكومة الأسترالية أكدت مرارا أن طالبي اللجوء ليس لهم مكان في أراضيها.
(السومرية نيوز)