ومى العيد بأضوائه إلى بنت جبيل، غمز للسهر والسمر ولم شمل الأسر، فتلألأت بنت جبيل متباهية بهلالها، ندهت لبنان "قطعة السما"، ناغت أهل الأرض، وتغزلت ببرج الشمس المضوية. هنا بنت جبيل، صاغت من تراثِها حلّة العيد، فشرّعت ملعبها منصة، واحتضن مدرجها بسمات حشود غفيرة أتت لتبصر الفرح بعيون تراثية. إنه مهرجان بنت جبيل التراثي السياحي الرابع.
برعاية وزارة السياحة اللبنانية، وبتنظيم من بلدية بنت جبيل بالإشتراك مع اتحاد بلديات قضاء بنت جبيل، أقيم اليوم الأول من المهرجان. وذلك بالتعاون مع موقعنا بنت جبيل.أورغ.
حضر المهرجان وزير السياحة أواديس كيدانيان، ونواب المنطقة، ورئيس بلدية بنت جبيل الحاج عفيف بزي ورئيس اتحاد بلديات بنت جبيل الحاج عطالله شعيتو، وقنصل غامبيا في لبنان محمد إبراهيم جابر بزي، وممثلة وزارة السياحة رشا أبو عليوي إضافة إلى حشد من الفعاليات الإجتماعية والإعلامية.
ولاقى إقبالاً كثيفاً من قبل أهالي المدينة المقيمين والزوار المغتربين، كما قصده حشد من قرى المناطق المجاورة.
تخلل المهرجان فقرات منوعة للأطفال، من ألعاب وفنون ولوحات ورسم على الوجوه، وسيرك تعالت معه الضحكات.
وللمهرجان زاوية خاصة بالتراث، معرض تحت جناح خيم بسيطة، يضم أدوات أثرية عتيقة، يحكي صدأها عن عمرها. تعود بذاكرة الكبار إلى زمن البساطة، وتعرف الأجيال الصغيرة على تكنولوجيا الماضي.
وبالخيول استقبلت بنت جبيل وزير السياحة أواديس كيدانيان والمشهد بدا عرس تراثي شعبي. كما جال وزير السياحة برفقة حشد من الفعاليات البلدية والسياسية والإجتماعية، وتعرف على الأكلات الشعبية التي تشتهر بها بنت جبيل، و المونة والحرف والأدوات التقليدية القديمة. وأعرب عن سعادته بالجولة وهي المرة الأولى التي يزور فيها بنت جبيل.
وبعد الهريسة والفراكة والمرشوشة، انتقلت الأضواء إلى داخل الملعب، حيث افتتح الحفل رسمياً، وعرفه الإعلامي حسن خليفة.
وألقى رئيس بلدية بنت الحاج عفيف بزي كلمة رحب فيها بالوزير وبالحضور، وأثنى على تجاوبه ورعايته للمهرجان، وضع بنت جبيل على الخريطة السياحية للوزارة. كما حيا نواب المنطقة وجهودهم المستمرة لتحقيق الكثير من متطلبات المنطقة. كذلك استطرد شاكراً كل من ساهم بإنجاح المهرجان وكل من كانت له بصمة في العمل الجماعي.
وأضاف أن مجتمعنا الذي قدم ويقدم الشهداء هو نفسه المجتمع الخلاّق الذي يعمل جاهداً لإدخال السرور إلى قلوب الكبار والصغار.
كذلك ألقى رئيس اتحاد بلديات قضاء بنت جبيل الحاج عطالله شعيتو كلمة رحب فيها بوزير السياحة والحضور، وقال أن منطقة قضاء بنت جبيل تضم معالم أثرية وسياحية عديدة تشكل عامل جذب للسواح، وطالب بوضع مدينة بنت جبيل والقضاء على الخارطة السياحية لوزارة السياحة وعلى جدول أنشطة ومهرجانات الوزارة. ووعد شعيتو أن يقدم بالتعاون مع البلديات تصوراً كاملاً لتنشيط الحركة السياحية في قضاء بنت جبيل.
كما ألقى النائب حسن فضل الله كلمة تطرق فيها إلى تاريخ بنت جبيل. وقال بعد شكر الحضور: "اليوم نلتقي هنا في هذا الملعب لنشتم رائحة الخبز ونستعيد معا تراث هذه المدينة العريق الموغل بالتاريخ من مدرستها الأولى"
وألقى النائب علي بزي كلمة اعتبر فيها أن الذي عرف كيف يصنع الموت من أجل ان يلد الحياة من حقه ان يستمر في صناعة الفرح والخير والجمال من أجل ان تكون لهذه الحياة نكهة ومعنى.
بدوره ألقى وزير السياحة كلمة شكر فيها الجميع على حفاوة الترحيب والاستقبال قائلاً: "شعرت بأنني أعيش بينكم منذ أعوام...واني اعتز ان اكون صديقا وفيا لكم وللخط الذي تنتمون اليه".
ووجه التحية للمجاهدين والشهداء الذين يدافعون عن كرامة الأرض. وقال: "إن السياسة والثقافة والبهجة والفرح تليق بكم ولكل من يعرف معنى التضحية والفداء والشهادة والانتصار والمقاومة".
وتبادلت الفعاليات المنظمة والداعمة والمساهمين الدروع التكريمية. كما تسلم مدير موقعنا الأستاذ حسن بيضون درعاً تقديرياً من وزارة السياحة.
بعدها خفتت كل الأصوات، ووحده صوت حب الأرض غنى لحناً ينبض عشقاً، حيث عزفت أوركسترا قوى الأمن الداخلي أغانٍ وطنية وتراثية. أغنيات عزفت ببراعة على وتر الحنين، لامست المشاعر، وبين الغصة والبسمة تسمّر الحضور في ليلة أنس ساحرة.
بعد المرح والخطابات والفن، فقرة رياضية، تخللها ألعاب قوى ورفع أوزان لأبطال نادي بنت جبيل بقيادة ناصر سعد.
للدبكة حصة الملك في المهرجان، فبعد يومٍ حافل دبكت فرقة عيناثا على وقع المنجيرة.
في بنت جبيل طلعنا عالشمس لنحتفل بالعيد، لأن الفرح يليق بأهلنا، وللمهرجان أيام قادمة، في جعبتها البهجة، والساحة بانتظاركم مع عروضات لم يسبق لها مثيل، لنقول لبنت جبيل كما لبنان منحبك لتخلص الدني.
تقرير داليا بوصي
مونتاج حسن بيضون
تصوير حسن بيضون - هادي العسل - حسن زريق - إحسان بزي - علي ادريس - سلمان توبي - هيثم بيضون
تصوير جوي جميل شعيتو - حسن بيضون
(يحتوي الخبر على أكثر من ألف صورة...يرجى الإنتظار)