تعرّض مسلسل "الهيبة" لموجةٍ كبيرةٍ من الانتقادات، بسبب ترويجه لمفهوم العنف والقتل والخروج عن القانون، ومفهوم الثأر بين العشائر، إضافةً إلى المشاكل الدراميّة الموجودة في نص العمل من تركيب الشخصيات والصعود الدرامي البطيء في الأحداث، الذي أفقد العمل عنصري الإثارة والتشويق.
على الرّغم من ذلك، استطاع المسلسل أن يحظى بشعبية وقاعدة جماهرية كبيرة جداً، وحققت مشاهداته نسبة عالية على مستوى المتابعة العربية، إذْ تمَّ تداول هاشتاغ "الهيبة" من قِبل أكثر من 14 مليون مستخدم على مواقع التواصل الاجتماعي، حسب إحصائيات شبكة "DW الألمانية". وأما هاشتاغ متلازمة تيم حسن في العمل "لا تهكلي للهم"، فحققت ما يزيد عن عشرين ألف تداول على موقع تويتر.
ويبدو واضحاً أنَّ الناس تأثروا بشخصيّات "الهيبة"، فمنذ أن انطلق المسلسل حدثت بعض الظواهر الغريبة التي تدل على الأثر الكبير الذي أحدثه المسلسل. فشكلت العبارات التي حفظها الناس على لسان شخصيات مسلسل "الهيبة" قاعدة غنية لبعض الفنانين المغمورين، فحاولوا الاستفادة منها لتأليف وإطلاق أغان، في محاولة لاكتساب بعض الشهرة، إذ أطلق الفنان علاء لباد أغنيته "ماتهكليه للهم"، التي سرعان ما أصبحت حديث العالم على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأما جملة "هيك الأصول"، التي لازمت شخصية الفنانة منى واصف في العمل، فاستوحى منها المغني فادي دبل أغنيته الجديدة، فأطلق أغنية "هيك الأصول".
ومن ناحية أخرى، نالت شخصية "جبل" إعجاب الكثيرين من الشباب، الذين لم يترددوا في تصوير أنفسهم من زوايا خاصة وباستخدام بعض الإكسسوارات، في محاولة لاستعراض الشبه بينهم وبين شخصية "جبل". وأما النساء، فقمن بحملة واسعة للتغزل والإعجاب بشخصية "جبل". وإثر ذلك، قامت مجموعة من شباب محافظة حمص السورية بإطلاق حملة بعنوان "نحنا الهيبة" على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ قاموا بالتقاط صور خاصة، لاستعراض جمالهم الذي تحدّوا به تيم حسن والنساء المعجبات به.
وأما على أرض الواقع، فسجلت المحافظة السورية طرطوس حالتين لعائلتين مختلفتين قامتا بتسمية مواليدهما باسم "جبل"، تيمناً بالشخصية التي أداها تيم حسن. وتمَّ نشر خبر الحالة الأولى لتسمية مولود باسم "جبل" كخبر عاجل في صفحة إذاعة "فرح إف إم" السورية على فيسبوك، وتداولها فيما بعد الناشطون.
والمحافظة نفسها شهدت أيضاً افتتاح مقهى باسم "الهيبة كافيه"، إذ تداول الناشطون صور المقهى التي تعلوها صورة تيم حسن ونادين نجيم، وعلى الصفحة الرسمية للمقهى على فيسبوك نشرت صور للمقهى من الداخل، وتغزوه صور أبطال العمل.
وأمَّا في العاصمة السورية دمشق، فاستغلَّت بعض الشركات التجاريّة نجاح وشعبيّة المسلسل، لتطلق بعض المنتجات التجارية التي تحملُ نفس الاسم. وتداول الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صُوراً لبعض الثياب التي طبعت عليها عبارة "لا تهكليه للهم"، والتي يتمُّ بيعها في الأسواق السورية. كل ذلك، يظهر الأثر العميق الذي تركه مسلسل "الهيبة" في أوساط الناس.
(العربي الجديد)
