على أبواب الموصل القديمة التي دمرتها المعارك، يقف عبد الرزاق سلمان ويعرف أنه فقد كل شيء، إلا أنه ما زال لديه شيء من الأمل بالعثور على جثث أقاربه الذين قتلوا بتفجير منزلهم.
يقول سلمان وهو كردي، أثناء جلوسه وسط الأنقاض على أحد أرصفة المدينة القديمة "كان لدي متجر صغير، عملت بكد مذ كنت في العاشرة لبناء بيتي، ولم يبق منه إلا كومة حجارة".
وكان سلمان قد فر مع زوجته وأطفاله الستة، ولجأوا إلى منزل أقارب لهم في محافظة دهوك الواقعة في إقليم كردستان العراق الشمالي، وها هو يعود إلى الموصل للبحث عن جثث خمسة من أقاربه، بينها جثة والده (90 عاما) ووالدته (70 عاما) وشقيقه الأصغر (22 عاما).
ويوضح الرجل الأربعيني أن "صاروخا سقط على منزل جاره ما أدى إلى مقتله وجميع أفراد العائلة، كما قتلت والدة صديقه".
"سكون الموت"
تتساقط دموع سلمان وهو يتحدث عن ابنه البالغ ثلاث سنوات، قائلا "لقد أصبح عدوانيا، فقد شاهد أمواتا. عندما تتحدث إليه أخته الكبيرة لتطلب منه شيئا لا يرغب فيه، يضربها بأي شيء يجده أمامه".
ويتابع "أخاف أن يصبح جميع هؤلاء الأطفال مجرمين عندما يكبرون".
(أ ف ب)