في سياق نشاطات مركز المطالعة والتنشيط الثقافي أقيم حفل توقيع كتاب الدكتور أحمد مراد، وذلك بالشراكة مع الرابطة الثقافية لأبناء بنت جبيل، وبرعاية بلدية بنت جبيل في قاعة بلدية بنت جبيل، بحضور رئيس البلدية، وأعضاء من المجلس وبعض المختارين وفعاليات ثقافية وتربوية وسياسية وحزبية وإعلامية، وأعضاء من الهيئة الإدارية لمركز المطالعة والتنشيط الثقافي، ومن الرابطة الثقافية.
في البداية كانت كلمة لأمين سر المركز الثقافي الدكتور مصطفى بزي الذي رحّب بالحضور، وتحدث عن نشأت الدكتور أحمد وتدرجه في دراسته من عيترون إلى بنت جبيل، مروراً ببيروت، إنتهاء بالإتحاد السوفياتي ، حيث تخصص في مجال الطب ، وعاد إلى المنطقة ، ليمارس عمله المهني ، حيث كانت مسيرته مزيجاً من العمل المهني الحرَ المستند على نظرة إنسانية، ونضال سياسي إجتماعي منسجم مع مصالح الطبقة الإجتماعية الفقيرة المسحوقة الكادحة ، مسترشداً بقول الطبيب الروسي سيتشنيف :" ليس طبيباً من يخرج المريض من عيادته ولا يشعر بالتحسن والشفاء " ، كما ان للدكتور أحمد بصمات واضحة في تأسيس وتطوير المؤسسة الإستشفائية الإنسانية " النجدة الشعبية " .
وعن الكتاب قال د.بزي : " انه غني واسع متفرع الأطراف، تصادف فيه أخبار متفرقة عن الضيعة وحكاياتها ، وعن عاداتنا في الأفراح والأتراح، ومفردات من التراث الشعبي وأسماء مقتنيات عديدة أكثرها غابت عن وسائل حياتنا اليومية ، فضلاً عن السيرة الذاتية للدكتور أحمد وخطاباته ونضاله السياسي ، وتجربته الشخصية في مجالات متفرقة .
ثم كانت كلمة لراعي الحفل رئيس بلدية بنت جبيل المهندس الحاج عفيف بزي ، الذي رحَب بالحضور ، أهل العلم والثقافة ، والمنحازين الى الكتاب ، الى العطاء والنتاج ، مؤكداً" ان المجتمعات المثقفة تتباهى بمكتباتها الزاخرة بشتى أنواع الكتب والمخطوطات والمأثورات".
وبمناسبة حرب تموز سنة 2006 ، ترَحم على الشهداء والأبرار ، معتبراً أن الحرب كانت مشؤومة من جهة ومجيدة من جهة أخرى ، مشؤوقة بسبب الدمار والخراب والتهجير والقتل الذي مارسته العصابات الصهيونية ، ومجيدة بسبب الإنتصار الإلهي الذي تحقق بفضل المعادلة الذهبية ، الجيش والشعب والمقاومة .
كما أكد رئيس البلدية على أهمية العمل الذي قدَمه الدكتور أحمد مراد ، الذي هو جزء من التركيبة الإجتماعية والثقافية والإنسانية والنضالية لبنت جبيل وعيترون والجوار، والذي إستطاع بناء شبكة واسعة من العلاقات أهّلته لأن يحتل مكان الصدارة بين أقرانه، حيث كان مثلاً ومثالاً للآخرين، وهذا الأمر أدى إلى إختياره في أكثر من دورة إنتخابية لخوض هذه الإنتخابات عن منطقة بنت جبيل، ومثل طيلة الفترة حالة إعتراضية على النظام الطائفي، وأكد رئيس البلدية على إستمرار المجلس البلدي في إحتضان وتشجيع كل النشاطات الثقافية المماثلة بدوره الدكتور أحمد مراد، كانت له كلمة الختام التي تحدث فيها عن أن "الألمبوم" يحتوي على ذاكرة قاربت ثلاث أرباع القرن، وأكد أنه ليس بكاتب محترف ولا بمؤرخ وموثق مخصص، وإنما هو بكل بساطة إنسان أفرغ ما في ذاكرته منذ تكوينه الأول حتى يومنا هذا في ألبومه"، من أيام فلسطين، وجيش الإنقاذ وهزائم الأمة العربية ونكباتها وإنتكاساتها، إلى سفره للتخصص في الإتحاد السوفياتي، حيث تخرجاً طبيباً، وأصبحت مسؤوليته كبيرة، حيث كان التحدي ولا يزال يلاحقه كظلّه، والشهود كما يقول – هم عامة الناس".
لقد حيّا الدكتور أحمد البلدية بشخص رئيسها، ومركز المطالعة والتنشيط والرابطة الثقافية، كما حيا بنت جبيل، عاصمة المقاومة والتحرير، وبيت الشمس، ومدرستها الأولى وأسماء لا تزال في الذاكرة كجميل جابر بزي وعبد اللطيف سعد وآخرين، كما حيّا مقاومين لا تزال أسماؤهم على الشفاه كالأخضر العربي وواصف شرارة ونافع بزي ومحمد هاشم وغيرهم.
كما تذكر أيام النضال والجهاد على تلال شلعبون ومسعود وأماكن عديدة باقية في الذاكرة.
وعرّج د. أحمد على حرب تموز 2006، ودور بنت جبيل التي "صنعت لنا مجداً جديداً برسم خارطة طريق في ذلك العام، طريق خط بالأحمر القاني الذي لا يمحي".
ختاماً كان توقيع الكتاب، وحفل كوكتيل بالمناسبة.
تقرير أمين سر مركز المطالعة د. مصطفى بزي
تصوير ريما شرارة