أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

زينب ابنة عدشيت فقدت بصرها نتيجة خطأ طبي منذ الصغر.. واليوم حلت في المركز الرابع على لبنان في شهادة الـ " BT"

الثلاثاء 18 تموز , 2017 09:26 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 55,882 زائر

 زينب ابنة عدشيت فقدت بصرها نتيجة خطأ طبي منذ الصغر.. واليوم حلت في المركز الرابع على لبنان في شهادة الـ " BT"


ايمان مصطفى

 عندما تصل إلى عمق معنى كلمة النجاح تجد أنها تعني الإصرار. وأحسن وسيلة للتغلب على الصعاب من أجل تحقيق النجاح اختراقها وتجاوزها. فالتحدي هو الإرادة القوية التي تجعلك تصمم على ما تريد، وهو أيضاً الصبر على ما تواجهه من عقبات في سبيل الوصول إلى هدفك.

وعلى طريق الكفاح تفوقت الطالبة زينب شحوري ابنة بلدة عدشيت الجنوبية، التي حرمت البصر فتفوقت بالبصيرة والتصميم، وحلت في المركز الرابع على لبنان في شهادة الـ " BT" للتعليم المهني في اختصاص " البيع والعلاقات التجارية ".

فقدت الطالبة زينب شحوري بصرها نتيجة خطأ طبي عند الولادة، ولكن فقدان البصر لم يكن يوماً عائقاً أمامها لرسم أحلامها وخطّ طموحاتها ."عندما يضع الانسان هدفه نصب عينه يحققه رغم ما يصادفه من عقبات" تقول زينب.

تؤكد الطالبة المثابرة لموقع " العهد " الاخباري أنها لا تملك وقت فراغ، شغلت نفسها بالدراسة وحفظ القرآن الكريم، لتثبت للمجتمع أنها قادرة على العطاء والنجاح.

تتحدث زينب عن طموحاتها التي لا تنتهي بصلابة، "إذا اعتقدت يومًا أنك اكتفيت من النجاح فأنت تقف في المكان الخاطئ، لا تتوقف أبداً وابحث عن المزيد". وتضيف "خطواتي القادمة هي حفظ القران الكريم كاملاً ومتابعة دراستي الجامعية باختصاصي " الادب العربي " والادب الانكليزي" .

وعن شعورها لحظة تلقي خبر التفوق تتابع زينب أن " اللحظة كانت مؤثرة وعامرة بالفرحة واكتملت مشاعرها حينما احست بفخر والديها ."

وللأهل فرحتهم

فرحة النجاح لا تقتصر على الطالبة وحدها فالام تشعر بسعادة مضاعفة وهي ترى فلذة كبدها تجني ثمار التعب والفوز بجائزة تحفل بالمعاني العميقة.

والدة زينب تعبر عن فرحتها بالقول : "لا أستطيع وصف ما في داخلي فهو شعور عظيم ينتاب كل ام ترى ابنتها تحقق هذا التميز".

أما عن اسباب تفوقها فتقول الأم " الالتزام بالمذاكرة والبعد عن الانشغال بأمور اخرى، واعتمادها على نفسها وشعورها بالمسؤولية تجاه نفسها هي الأساس في ذلك"، مؤكدةً أنها توقعت كما جيرانها وأبناء بلدتها هذه النتيجة من ابنتها الحائزة على 13 شهادة تفوق ونجاح بمجالات عدة أبرزها حفظ  أجزاء من القرآن الكريم.

وتتابع والدة زينب في  حديث  أن الشهادات المعلقة على جدران المنزل تشهد لزينب وتتحدث عنها، وتروي قصة فتاة شغلت نفسها بالعلم ونهل المعرفة.‎
والدة زينب تدعو لها وتترضى عليها بين الكلمة والاخرى، ومشاعرها ممزوجة بالفرح والفخر والاعتزاز بابنتها.

هذا الفخر العميق الذي يتحدث عنه والد زينب الذي يؤكد لموقعنا أن " ابنته رفعت رأسه ". وليس أرق على السمع من كلام الأب يمدح ابنته.

ويشير الى أنه قام بتهيئة الجو المناسب لابنته للاستذكار ولتحصيل النجاح بامتياز لبلوغ التفوق، وامن لها كل وسائل الراحة. ويقول لموقعنا "أنا لا أعامل ابنتي على أساس أنها كفيفة، بل هي إنسانة مبصرة وهي عمود منزلي الذي أعتمد عليه بكل أموري". وهو يشبّه ابنته ممازحاً "بالرزنامة التي يستعين بها كلما التبس عليه أمر".

وسط هذه السعادة الغامرة وجد الوالد راحة كبيرة تطمئنه على مستقبل ابنته زينب التي علمته وعلمتنا دروساً عظيمةً في الحياة، أهمها الصبر وأن الانسان قادر على صنع المعجزات بالارادة والمثابرة.‎

Script executed in 0.18559312820435