لا يحدث هذا الأمر عادة، ولكن إذا توقف "غوغل" عن العمل، سيبدو الأمر كما لو أن العالم قد انتهى. حدث هذا بالفعل في كانون الثاني 2014، وكان له أثر بشكل رئيسي على منصة البريد الإلكتروني Gmail.
في المدونة الخاصة بـ"غوغل"، فسَّر القائمون عليه بأن سبب العطل يرجع إلى "تحميل زائد" لواحد من مراكز البيانات التابعة له في أوروبا، والذي نتج عنه أثرٌ تعاقبيٌّ وانتشرت المشكلة من مركز البيانات إلى المراكز الأخرى، بحسب BBC.
في هذا الوقت، انتشرت التعليقات الساخرة من جيل الألفينات، الذي لا يستطيع أن يعيش بدون محرك البحث الأكثر شعبية، الذي يستخدمه ملايين الأشخاص يومياً.
ليست هذه هي المرة الأولى؛ فقد مرَّ العملاق التكنولوجي ببعض الإخفاقات في الماضي.
في آب 2013 تأثرت جميع الخدمات وتعطلت بشكل كامل، بما فيها YouTube ،Analytics ،Drive.
هذا العطل الذي لم يستمر لأكثر من 5 دقائق كان كافياً لإطلاق العنان لغضب الآلاف من المستخدمين، وانخفضت الحركة العالمية على الإنترنت بنسبة 40% وخسرت الشركة أكثر من نصف مليون دولار أميركي، وفقاً لمحرك البحث Danny Sullivan.
ماذا لو استمر التوقف لنصف ساعة؟
وقال أشيش كيديا، مهندس البرمجيات في "غوغل"، إن حدوث هذا الأمر مستبعدٌ جداً، إلا أنه سيشرح عواقب حدوثه خطوة بخطوة.
ما الذي سيحدث أثناء توقف الخدمة؟
يقول كيديا "خلال الدقائق الأولى سيتحقق المستخدمون من اتصالهم بالإنترنت، والبعض سيتصل بمزود الخدمة الخاص به، وآخرون سيحاولون التحقق من وجود عطل في الأجهزة، قبل أن يتأكدوا أن الأمر أكبر من هذا بكثير.. لقد تعطل غوغل".
ويُكمل: "عندما يتأكدون أن ما حدث حقيقي، يستمر عدم التصديق لبعض الوقت مع محاولات يائسة لإعادة تحميل الصفحة لمرات ومرات".
ويقول كيديا إن اللحظات التالية لعدم التصديق والذهول ستحمل الكثير من الغضب "سيبدأ الكثير من المستخدمين في تصوير لقطات للشاشة لصفحة "غوغل" المعطلة، قبل أن تمتلئ بها يومياتهم على فيسبوك".
ويتوقع كيديا: "سيبحث المستخدمون الغاضبون عن محركات بحث بديلة، لكن كيف؟ الأغلبية لا يعرفون محركات بحث بديلة سوى Yahoo وBing، اللذَين يعانيان بدوريهما من الضغط الشديد في هذا الوقت".
هذه المشكلة لن تؤثر على محرك البحث فحسب؛ ستتعطل كذلك التطبيقات التي تستخدم "غوغل"، وخلال نصف ساعة ستتأثر الإنتاجية في جميع أنحاء العالم بفارق كبير.
يضيف كيديا: "لا أستطيع أن أتخيل حجم الخسارة بالنسبة لـ"غوغل" وبالنسبة كذلك للشركات التي تعتمد عليها".
وعلينا كذلك ألا ننسى أن هذه الشركة لا تخدم الإنترنت فحسب؛ لكن كذلك العديد من الهواتف النقالّة. يقول كيديا "بالنسبة لمستخدمي أندرويد وآيفون الذين يقودون سياراتهم معتمدين على خرائط "غوغل"، هؤلاء سيفقدون طريقهم".
ويقول المختص "لكن هناك استثناءات، أثناء هذا الفشل الذريع، لن تتأثر الحياة في الصين، كما سيستمتع موظفو الشركات المنافسة ويغنون في سعادة".
ماذا سيحدث عند عودة الخدمة؟
ويضيف كيديا: "ستُصدر الشركة بياناً تحاول فيه شرح ما حدث والأسباب التقنية لانقطاع الخدمة في جميع أنحاء العالم".
ويردف المهندس: "سيفترض الكثيرون أن المسؤولية تقع على مجموعة من القراصنة، كما ستُصاب وسائل الإعلام بالجنون وسط مطالبات للخبراء بتحليل الوضع".
ويضيف: "سيكتب الكثير من المدونين تساؤلات من قبيل (كيف نعتمد على"غوغل" بهذه الصورة؟)، وسيمتلئ موقع Quora بأسئلةٍ على غرار (لماذا حدث ذلك؟) و(هل صحيح أن "غوغل" قد تم اختراقه بواسطة القراصنة؟) إلخ.. سيتخلى العديد من المستخدمين عن محرك البحث ويبحثون عن البدائل".
وأضاف كيديا ساخراً: "كما ستنشر مواقع مثل BuzzFeed و ScoopWhoop مقالات من نوعية (لقد سقط "غوغل" لمدة 30 دقيقة ولا نعلم ما الذي يحدث الآن) و(10 أشياء تستطيع عملها عندما يسقط "غوغل" في المرة القادمة). في النهاية سيعثرون على هذا المقال، ويدركون أن هذا الأمر حدث من قبل ويمكن أن يحدث ثانيةً".
(هافنغتون بوست)