بعد أن انتشر لباس البحر المخصص للمسلمات المحجبات "البوركيني" في أوروبا والدول العربية، أثار جدلاً واسعاً في لبنان لعدم تقبل شريحة كبيرة من اللبنانيين هذا اللباس.
وفي هذا الصدد يقول الباحث الاجتماعي الدكتور طلال عتريسي لـ"سبوتنيك" إن ثقافة المجتمع اللبناني متنوعة وغير موحدة، يوجد ثقافة لها امتداد إسلامي محافظ ولها تجلياتها من حيث اللباس والتقاليد المختلفة، وبالمقابل يوجد ثقافة أخرى شرقية أيضا محافظة نسبيا ولكن متأثرة بالأجواء الغربية".
ويضيف:" ليس بالضرورة أن تكون هذه الثقافة منقسمة كليا بين إسلامي و مسيحي، يعني هناك اسلام متأثرين بالبيئة الغربية والعكس أيضاً، لبنان مزيج من الثقافة المركبة، البوركيني أوجد النقاش نفسه في فرنسا، والتي تعتبر بلد الحريات وهي لا تسمح بالبوركيني، وهذا الرفض هو من أسباب الخلاف حوله، وهنا لا تقل أهمية عن الخارج فبعض المسابح تعتبر أنها مخصصة لنخب معينة وبالتالي لا تقبل بأن يكون البوركيني جزءا من هذه النخبة لأن أساسا هناك نظرة سلبية تجاه الحجاب، ظاهرا وبحجة أن قوانين المسابح وعدم السماح بالسباحة بالملابس يرفضون البوركيني ولكن في الحقيقة النظرة هي أن المحجبات عليهن أن يرتدن مسابح مخصصة لهن.
ويؤكد عتريسي أن الإشكال هو النظرة للسباحة بأنها نظرة عري وهذه نظرة كل الناس عن السباحة لأن البيكيني هو لباس البحر الرائج، ولا يمكن تقبل لباس البوركيني والذي يغطي كل الجسم، لأن هذا الامر يغير الصورة التقليدية والنمطية للسباحة.
ويوضح أنه من الممكن أن يتقبله المجتمع ولكن بشكل متدرج، مثلاً المقارنة بين البونوكيني والبيكيني، عندما كان قطعة واحدة وشبه شورت، وعندما ظهر البيكيني كان مستغرب أن ترتدي المرأة هكذا نوع من اللباس، ولكن بالتدرج تقبله المجتمع، ومع الوقت يتم التعايش مع الفكرة.
صاحبة متجر للباس البحر تقول لـ"سبوتنيك"، "السنة الماضية تم طلب البروركيني من قبل الزبائن وبدأنا ببيعه وكانت تتراوح أسعاره ما بين الـ 70 والـ 100 دولار أمريكي، ولكن هذه السنة الطلب بات كبيراً على البوركيني وانخفض سعره تدريجياً، ولكن الفتيات اللواتي يشترين من متجري هذا اللباس يرتديهن خلال السفر إلى مارماريس أو شرم الشيخ أو غيرها من الدول، لأن النظرة في لبنان سلبية تجاه هذا اللباس في المسابح المختطلة، وأغلب الفتيات المحجبات يذهبن إلى المسابح الخاصة بالنساء".
هذا واستعرضت "سبوتنيك" آراء الشارع اللبناني حول البوركيني، إذ تقول علا (32 سنة) "أنا كفتاة محجبة لا أرى في لباس البوركيني نوع من الاحتشام الذي يتلاءم مع الغرض من الحجاب إنما وسيلة تجارية قد يكون الهدف منها تسهيل ارتياد المسابح للمحجبات لأهداف مادية. وأنا أفضل المسابح المخصصة للنساء إما الاختلاط في المسابح أو الأماكن العامة فهو أمر طبيعي طالما لا يتنافى مع الآداب العامة للنساء والرجال على حد سواء".
يقول رامي (29 سنة) إنه يتفادى الذهاب إلى المسابح التي تسمح بارتداء البوركيني لأنه يفضل أن لا يتشارك المسبح مع نساء يرتدين ملابس محتشمة وينزلن إلى المياه.
نتالي (20 سنة) تقول "إنها ضد فكرة البوركيني وأن هناك مسابح خاصة للمحجبات حيث يمكنهن أن يرتدين البيكيني فلماذا يصرون على التردد إلى المسابح المختلطة".
فاطمة (26 سنة) تقول إنها لا ترتدي البوركيني لأنه لباس غير شرعي وأنها تفضل الذهاب إلى المسابح المخصصة للنساء.
لما (24 سنة) تستغرب رفض أغلب المسابح ارتداء البوركيني علما أنه لا يختلف عن بزة الغطس وتضيف أن المشكلة ليست بلباس البوركيني بل بالعنصرية التي يعاني منها المجتمع اللبناني وبعض المسابح لا يناسبها أن يرتادها هذه الشريحة من الناس.
أما سارة (30 سنة) تقول إنها تعاني من ظاهرة رفض المسابح المختلطة للباس البوركيني فهي مجبرة الجلوس جانبا عندما ترافق أولادها وزوجها إلى المسبح.
سبوتينك