أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

فلسطينيو مخيم البرج الشمالي ينقذون قلوب بعضهم البعض بألفي ليرة شهرياً

الثلاثاء 05 أيار , 2009 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,242 زائر

فلسطينيو مخيم البرج الشمالي ينقذون قلوب بعضهم البعض بألفي ليرة شهرياً
ويمكن من خلال هذا الصندوق الصحي الذي حمل اسم «عاش» إشارة إلى مساهمته في إنقاذ حياة الأفراد، فتح الفرصة لأبناء الشعب الفلسطيني للتعاون والتضامن، حيث ولدت فكرته قبل اكثر من سنتين.
وأنشئ هذا العقد الاجتماعي في مخيم اللاجئين الفلسطينيين في البرج الشمالي الذي يعتبر من اكثر المخيمات الفلسطينية في لبنان فقرا واكتظاظا من الناحية السكانية والحالات المرضية، للإسهام، ما أمكن، في إنقاذ حياة الفقراء وحالات العسر الشديد الذين يقعون فريسة المرض واجراء عمليات القلب المفتوح «والراسور».
«ما حفزنا إلى إنشاء «عاش» هي الحاجة الماسة والملحة لابناء المخيم الذي يؤوي اربعة آلاف عائلة، من بينها أكثر من ثمانمئة عائلة مصنفة في قاموس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين «الاونروا» تحت عنوان «العسر الشديد»، بحسب رئيس «عاش» غازي كيلاني.
يلفت كيلاني، الذي يتولى امانة سر اللجنة الشعبية في المخيم، إلى أن المشروع يحظى باهتمام واسع في المخيم وقد تعدى عدد المنتسبين اليه أربعمائة رب عائلة وهو لا ينتمي لاي فصيل أو تنظيم سياسي وإنه مفتوح امام كل الراغبين بالانضواء فيه.
ويشير كيلاني الى ان اسس المشروع، الذي يبغي التواصل والتعاون والتعاضد الاجتماعي، يعتبر ضرورة في المخيم وغيره من المخيمات الفلسطينية، مع تقلص خدمات الانروا وتراجع تقديمات منظمة التحرير الفلسطينية، وارتفاع معدل البطالة والازمة الاقتصادية التي تطاول المهاجرين الفلسطينيين في اصقاع العالم.
وحول التقديمات التي يمكن ان يقدمها الصندوق لمنتسبيه، يشرح كيلاني التفاصيل المتعلقة بالمشتركين والافادة من الانتساب اليه. ويقول «في البداية حصرنا مساهمة «عاش» بالمرضى الذين يخضعون لعمليات القلب المفتوح و«الراسور» بمساهمة تصل إلى مليون ونصف المليون ليرة لبنانية، تكون مكملة لتقديمات الاونروا ومساعدات المنظمة أيضا، على أن ترفع في المستقبل بعد ارتفاع قيمة اموال الصندوق، حيث وصلت إلى خمسة ملايين ليرة الى الآن».
وفي ما يخص تغذية الصندوق، يلفت كيلاني إلى أن «كل منتسب يدفع بدلا شهريا قيمته الفا ليرة لبنانية ، وهذا المبلغ البسيط يدفع مرة كل ثلاثة اشهر ويساوي ستة آلاف ليرة لبنانية، مؤكدا ان الانتساب الى هذا العقد الاجتماعي وخاصة بين ابناء الشعب الفلسطيني يقرب بطريقة او بأخرى بين اهل المخيم من العائلات والمناطق والأحياء كافة وحتى الميول والاتجاهات السياسية».
ويقول أبو علي ملك، احد المنتسبين الى «عاش»، وهو رب اسرة مؤلفة من زوجة وثلاثة أولاد، «أن الدافع الحقيقي للدخول الى الصندوق يتعدى مساهمة المؤسسة بعلاجي إذا ما تعرضت لعملية جراحية «قلب مفتوح»، وإنما لأكون شريكاً بالتفاعل والمساهمة مع الآخرين من ابناء المخيم الذين يعانون من شدة الفقر والعوز والإهمال».
ويرى أن الاشتراك الشهري البالغ ألفي ليرة لبنانية «يساوي ثمن علبة سجائر ولكنه ينقذ حياة أخ أو أخت أو ولد من ابناء شعبنا الفلسطيني في الشتات، وعلى وجه التحديد هنا في مخيم البرج الشمالي».
وتبدي حسنة أبو خروب إعجابها بالفكرة كثيرا كونها تحمل معاني انسانية واخلاقية «فنحن الشعب الفلسطيني مجبورين بعضنا ببعض مهما اختلفنا في السياسة لأننا شعب واحد، ويجب أن تكون أيادينا ممدودة لتعزيز اواصر المحبة والوحدة والالفة».

Script executed in 0.21930193901062