أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

حداثا مطمئنّة لمصير ابنها سامي شهاب

الثلاثاء 05 أيار , 2009 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,723 زائر

حداثا مطمئنّة لمصير ابنها سامي شهاب

أو على الأصح محمد يوسف أحمد منصور وهو اسمه الفعلي، في بلدته حداثا (قضاء بنت جبيل) ينتظر الحكم قبيل ساعات من إصدار النيابة العامة المصرية لائحة الاتهام الرئيسية بحقه لمحاولته «إنشاء خلية لتنفيذ عمليات إرهابية وتهريب أسلحة إلى حركة حماس في قطاع غزة بتكليف من حزب الله» بحسب السلطات المصرية. وحده، بيت المتهم الرئيسي في القضية، ينتظر فارغاً من أهله حكم الإدانة. بيت، أعاد منصور وإخوته إعماره بعدما دمرته الصواريخ الإسرائيلية، وبعدما قتل والداه، يوسف وزينب إضافة إلى أخته سامية في مجزرة حداثا في 27 تموز عام 2006 مع شهيدين من آل صبرا وآخر من آل ناصر تحت ركام منزل آل صبرا.
إذاً، لا أحد في المنزل. لكن الأهل يتابعون قضية محمد من أمكنة مختلفة، وخصوصاً إخوانه المستقرين منذ سنوات في بيروت أو في دول الاغتراب. صمت بيت العائلة لا يعكّره ضجيج البلدة التي منذ الكشف عن الهوية الحقيقية لسامي شهاب ونشر صورته، تلتزم صمتاً أمنياً وحمائياً. الصمت يخرقه البعض ببسمة رضى عما فعله محمد، واطمئنان إلى مصيره «حتى لو كان السجن المؤبد بسبب تهمة كهذه»، موقنين أن «قيادة المقاومة لن تتخلى عنه».
إلا أنّ الكثيرين من أبناء البلدة فوجئوا بأن محمد منصور «الهادئ والخجول تحوّل إلى سامي شهاب حديث الساعة لسيد المقاومة». وهم يقرّون بأنهم لا يعرفون الكثير عن عمله وتحركاته وحياته الخاصة في الضاحية الجنوبية التي استقر فيها منذ غادر حداثا مع عائلته في عام 1990 بسبب الاعتداءات الإسرائيلية. لذا، يؤكد مختار البلدة عبد الأمير ناصر أن حداثا «لم تقلق على منصور بعد اختفائه وانقطاع أخباره منذ 17 تشرين الثاني الفائت، تاريخ إلقاء القبض عليه في مصر، فنحن لم نتعرف إليه إلا بعد نشر صورته في وسائل الإعلام».
القيادي المجهول كان يشارك بلدته وعائلته في المناسبات مثل تشييع عدد من أقاربه الذين استُشهدوا خلال مشاركتهم في عمليات للمقاومة، أو سقطوا خلال مواجهات من نوع آخر، مثل ابن عمه محمود عبد الأمير منصور أحد ضحايا أحداث مار مخايل في كانون الثاني من عام 2008. لكن المحطة الأبرز التي قاربت بينه وبين حداثا كانت ترشحه للانتخابات البلدية فيها عام 2004 مدعوماً من حزب الله. ويوضح ناصر أن الانتخابات سمحت لأبناء حداثا بأن يتعرفوا إليه «جزئياً مقارنةً بما اكتشفناه عنه بعد اعتقاله». وبعد خسارته عضوية المجلس البلدي بالرغم من فوزه بعدما انتزع المنصب عضو آخر أكبر منه سناً نال نسبة الأصوات ذاتها، عاد محمد إلى انقطاعه شبه الكامل عن حداثا، التي عاد إليها بعد العدوان ليشيّع والديه وأخته الشهداء، ويعيد إعمار بيت العائلة.

Script executed in 0.19761610031128