بقلم بلال شرارة
انا متعب و منهك و متهالك كشجرة كينا قديمة مقيمة على مدافن بلدتنا لم تعد تحتمل حتى وقوف العصافير الصباحية على شرفات اغصانها ، حتى مرور النسمات الهاربة من لسعة الشمس ٠ انا متعب من حمل كل عمري على كتفي ٠ من هذا التاريخ المرير للانكسارات و الانقلابات و الحريات الاسيرة و العطش الذي يمسكننا اباً عن جد ، من هذا الهواء المكتوم الانفاس ، من هذا الضجيج الاخرس لاسئلتنا عن الوطن ، من هذه الغربة التي تحسدنا على الملل٠
انا متعب ، سوف لا آتي على موعدكِ لا اليوم و لا في الغد و لا في اليوم الذي يليه ٠ سوف لا امر حتى مرور الكرام من امام عينيكِ ٠ سوف لن ادع الصبية يراشقون ظلي بالحصى ٠ سوف لا استحم بالاكاذيب ٠ سوف لا اصدقكم و لن ادعكم تطعموني جوزاً فارغاً وانتظر بواخر الكهرباء ٠
انا سأذهب الان الى الوادي ، وادعو اشجاري و اطياري الى المشاركة في استفتاء عام على الانفصال عنكم ٠ عن ديموقراتيتكم الكثيره و الفريدة (!)دون اهتمام مني بإحتساب الصوت التفضيلي ٠ ساكون منحازاً الى الانفصال عن أمنكم و أمانكم ،عن سياساتكم الداخلية و الخارجية و الصحية و التربوية و ٠٠
انا ساستقل عنكم ٠ سأرفع علمي الخاص و اعزف نشيدي الوطني الخاص واعمم مفاهيمي الخاصة عن الوادي حيث وطني ٠عن المواطن ( انا ) عن المواطنيه بحيث يشرك كل مان على جغرافية الوادي بالمسؤولية و بانتاج حياتهم ٠٠دولتهم و مجتمعهم ٠
هناك سأرسم حدودي واعلن ان عاصمتي هي المساحة التي تقع عليها الشمس تحت شجرة الرمان ٠
عندي سوف لا يكون بإمكانكم ان تدفنوا رؤوسكم تحت كومة من القش او التراب ٠ و سوف لا يكون عندكم الحرية كي تشتموا بعضكم بعضاً او ان تسرقوا بعضكم بعضاً او ان يكون عندكم الامكانية كي تخالفوا المنطق و الحقيقه ٠
عندنافي الوادي لا عملة وطنية ولا اجنية و لا قيمة للمجوهرات فقط التراب له قيمة الحياة و الوقت و المواسم القادمة ٠
ربما سارتاح الان قليلاً في الوادي من الاخبار ٠ هنا لا صحف و لا اذاعات ولا محطات تلفزه فضائية او محلية ٠٠ المكان خارج التغطية و لا يقع على شاشات الميديا العصرية لا السمعية و لا البصرية٠
ساقطف الان بعض اكواز التين و التفاحات الاخيرة و احفظ اسراري في عبي و اصرف ما تبقى لي من العمر و الوقت على الاحلام التي لا تحتاج الى تفسير حيث ان احلامي دون احجيات او ( حزازير ) او رموز ٠٠ هي بسيطة و ناضجة مثلي