لعلّ أسوأ ما يمرُ به الإنسان عادةً عندما يجد نفسه عالقاً بين خياريْن أحلاهما مرّ. إما أن يعيش في أحضان بلدته الوادعة رغم قساوة الظروف وتواضع الإمكانيات وإما أن يحزم أمتعته في حقيبة صغيرة بحثا عن مكان ملائم يلبي فيه طموحاته وأحلامه.
وهذا ما حصل مع المرحوم حافظ علي طنانة عندما ألقى نظرته الأخيرة على أطراف ناحية عرض الفقر القريبة من بئر الثمين والتي تعتبر من الأحياء النائية في تلك الفترة حيث كانت الطرقات ترابية ضيقة وعارية من الزفت.
صعد المرحوم سلم الطائرة قبل أربعة عقود ونيف وهو في ريعان الشباب يحمل كيس ذكرياته بيده لتطأ أقدامه أرض الولايات المتحدة الأميركية عله يعثر على فرصة عمل لائقة تتيح له ما عجز عن تحقيقه في ربوع وطنه، وعمل بجد ونشاط إلى أن وافته المنية مساء هذا اليوم بعد أن خذله قلبه الكبير تاركا وراءه الأثر الطيب والسمعة الحسنة.
رحم الله المرحوم حافظ علي طنانة بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان إنه سميع مجيب. الفاتحة
بقلم الأستاذ منذر حمود