في مقدمة روايته "The guilty secret"، كشف الكاتب الصيني ليو يونغبياو أنَّه قد بدأ بالفعل كتابة عمل جديد، يأمل أن يصبح في النهاية عملاً أدبياً مذهلاً: عمل درامي مفعم بالتشويق عن التحقيق في جرائم القتل الغامضة، يدور حول كاتبة فاتنة تنجح في الإفلات من قبضة قوات الأمن رغم ارتكابها سلسلةً من جرائم القتل. وقال إنَّه سيطلق على ذلك العمل اسم "The Beautiful Writer who Killed".
ولكن هذا الأسبوع، وفق تقرير The Guardian البريطانية، تبين أنَّ مشروع كتاب ليو الجديد ربما يحمل ما هو أكثر من الخيال، وذلك بعد أن ألقت قوات الشرطة القبض عليه على أثر مزاعم بضربه 4 أشخاص حتى الموت قبل أكثر من عقدين.
وفق The Guardian، فقد قال الكاتب لقوات الشرطة، فور ظهورها على عتبة باب بيته شرق الصين في الساعات الأولى من يوم الجمعة الماضي 11 أغسطس/آب: "كنتُ بانتظاركم هنا كل ذلك الوقت".
وانضمَّ ليو إلى رابطة الكتاب الصينيين عام 2013، وكان قد نشر آنذاك كتاباً واحداً، وهو عملٌ أدبي من نوع الخيال التاريخي، تحول بعدها إلى مسلسل تلفزيوني من 50 حلقة.
تعتقد الشرطة حسب الصحيفة، أنَّ ليو كان واحداً من رجلين دخلا أحد الفنادق الصغيرة في مدينة هوتشو الشرقية لسرقة نزلائه. وعند محاولة أحد الضحايا -كان يُدعى يو- الدفاع عن نفسه ضد اللصوص، ضربوه حتى الموت. ولإخفاء جريمتهم، يُزعَم أنَّ الرجلين أقدما على قتل الزوجين اللذين كانا يديران الفندق وحفيدهما البالغ من العمر 13 عاماً.
وتوقَّف البحث عن الجاني؛ لأنَّ المحققين لم يُفلحوا في اكتشاف أية روابط بين الضحايا وقاتليهم، وختم شو كلامه قائلاً: "كان هذا هو الأمر الأصعب، ولم نُفلح في التوصل لأي نتيجة".
ولكن، في وقتٍ سابق من فصل الصيف الحالي، بعد انقضاء ما يقرب من 22 عاماً على الجريمة -وفق صحيفة The Guardian- حالف الحظ المحققين، وتمكنوا من تحديد ليو ورجلٍ آخر يبلغ من العمر 64 عاماً كمشتبهٍ فيهم بالقضية.
ورغم أنَّ الشرطة لم تشرح، بشكلٍ كامل كيف نجحت في تعقب الرجلين، أفاد موقع The Paper أنَّ التقدم في تكنولوجيا الأحماض النووية لعب دوراً في القبض على الرجلين. وقالت صحيفة The China Daily إنَّ المحققين حللوا حواليّ 60 ألف عينة من بصمات الأصابع فى مسعاهم لتحقيق العدالة.
لم يُقدِم ليو على نشر روايته عن تلك الكاتبة القاتلة قط، ويبدو الآن أنَّه سيكتب عمله الأدبي التالي من وراء القضبان. ومع ذلك، فقد وجد الكاتب المشتبه فيه في جريمة القتل الوقت اللازم لكتابة رسالة من صفحة واحدة لزوجته، يعترف فيها على ما يبدو بجرائمه التي ارتكبها.
وطبقاً لتشين هونغ يو، أحد الضباط الذين ألقوا القبض على ليو، فقد أخبر ليو زوجته بانتظاره أكثر من عقدين لقدوم الشرطة للقبض عليه، وأفادت التقارير بأنَّه كتب في رسالته لها: "الآن يمكنني التحرر أخيراً من العذاب العقلي الذي تحملته طويلاً".
هافغنتون بوست