كتب بلال شرارة
الموت يسكن عندنا ، لا يكاد يفارقنا (!) ربما وجهنا وجه اموات ؟ ربما نحن هكذا تحكمنا شبهة الحزن و العطش و الاسئلة ؟
لا يكاد يمضي يوم واحد دون ان نخسر عزيزاً ، اعمر معرفته في عقولنا لبنة لبنة و اقام صروحاً للوحدة والحرية والاشتراكية ونحن ما كان لنا الا ان نؤمن ٠ يأتي محمود بيضون البعثي جداً ، البعثي عن سابق اصرار و تصميم ، الامين القطري ايام زمان عندما كانت حرب الشعب طويلة الامد هي الطريق الذي علينا سلوكه اله الى فلسطين ٠ يأتي شاعراً و استاذاً مدافعاً عن قضايا الوطن و موكليه في المحاكم يخسر او يربح ليس ذلك المهم بل الاهم هو انه يعتقد ان قضايانا تستحق ان يدافع عنها ٠
اليوم ، صباح اليوم ذهب الاستاذ الى موته ابكر من موعد قطاف التين ، كان ينتظر ان يرتاح بعد كل ما مر عليه في حياته ، ان ترتاح حريته في المنزل على ( بركة شلعبون ) ان تشرب معه شاي المساءات ، ان تقول له و ان يقول لنا اخبار عن ايام زمان و عن الزمان القادم ٠
نحن في ( الحركة الثقافية في لبنان ) كنا ننتظر ان يضرب لنا موعدا لتوقيع اصدار جديد ، فقط ان نأتي نسمع و نشبع نأخذ نأخذ الكتاب ونمضي و كان هو لا يريد ان يكلفنا ، هو بنفسه كالعادة سيوصل الدعوات الى رفاق كانوا معه في الميدان و الى اصدقاء يحترمون اسراره ٠ الان الاستاذ و قد سبقتنا الى موعد لقاء الله سبحانه نسأله له الرحمة و المغفرة و ان يسكنه فسيح جنانه وان يلهم بنت جبيل والرفاق الذين هم من عمرنا ومن عمره وعائلته الصبر و السلوان ٠
