يبدو أن المعركة البيئية ضد مادة البلاستيك بدأت تظهر نتائجها تباعاً، فقطار حظر إستخدامه يسير في خطى أسرع من ذي قبل، ويحصد ركاباّ أكثر من مختلف أقطار العالم، إلا لبنان! وبعد أن أقرت فرنسا حظراً شاملاً على الأطباق البلاستيكية، حظّرت بعض الولايات الأميركية الأكياس البلاستيكية. في الـ 2012، أعلنت دول أفريقيا الحرب على الأكياس البلاستيكية لتعلن إنتصارها بمنع إستخدامها كلياً. إنضمت رواندا إلى القافلة في العام 2013، تبعتها تونس كأول دولة عربية تحافظ على تنوعها البيولوجي وبيئتها الخضراء في العام 2016.
أما المغرب، فقد صادق مجلس النواب على مشروع قانون لحظر الأكياس البلاستيكية ووافق على منع تصنيعها، فضلاً عن إيقاف تصديرها واستيرادها، بسبب ما تنذر به من أضرار بيئية. أما كينيا، فقد إلتحقت بالقافلة مؤخراً، وفي أواخر شهر آب- أغسطس 2017، أصدرت قانوناً بحظر تصنيع وبيع واستخدام الأكياس البلاستيكية، وشمل أيضًا استيرادها.
ومن يخالف هذا القانون يتعرض لغرامة “انتهاك الحظر” المفروض على استعمال الأكياس البلاستيكية والحد الأدنى فيها 19 ألف دولار، بينـمـــا الحد الأقصى يصل إلى 38 ألف دولار، ويفرض القانون الكيني بعض العقوبات الصارمة لمن يخالف هذا القرار ويستخدم الأكياس البلاستيكية، كالسجن الذي قد تصل مدته إلى 4 سنوات. إصدار هذا القانون يضم كينيا إلى عشرات البلدان والمدن – مثل نيودلهي في الهند – التي فرضت قيودًا أو حظرت تماماً إستخدام الأكياس البلاستيكية.
إلا أن قانون كينيا ، أجمع الخبراء على أنه الأشد في العالم، ويستثني القانون الصناديق المبطنة أو البضائع الملفوفة بالبلاستيك. مشكلة النفايات البلاستيكية لا تقتصر على بلد دون آخر، فقد وجدت دراسة حديثة أن 75 في المائة من الشواطئ في بريطانيا ملوثة بنفايات بلاستيكية قاتلة، وعثر على كتلة ضخمة من النفايات بحجم ولاية تكساس في المحيط الهادئ مؤخرًا. وإذا ما سئلنا عن نسبته في لبنان، تطلعك على التفاصيل نشرات الأخبار العالميّة، التي ضجّت مؤخراً بخبر إصطياد البلاستيك كبديل عن السمك خلف مكب برج حمود! فضلاً عن الدراسات الأخيرة التي أثبتت تناول اللبنانيين السمك المضرّ بالصحة بسبب نسبة محتواه من جزيئات البلاستيك غير القابلة للتحلل والمسببة للسرطان.
وعلى الرغم من أن الباحثين يعملون من أجل التوصل إلى حلول إبداعية ــ مثل الطرقات البلاستيكية المعاد تدويرها واليرقات آكلة البلاستيك – لكن من الضروري أن تحذو الدول الأخرى حذو كينيا. من المعلوم أن الأكياس البلاستيكية تتسبب في أضراركثيرة، حيث يدخل ما لا يقل عن 5 طن سنويًا من البلاستيك إلى مياه المحيطات، وتتسبب في نفوق عدد كبير من الحيوانات البحرية؛ وبخاصة السلاحف لأنها تبتلع الأكياس البلاستيكية؛ اعتقاداً منها أنها صالحة للأكل والتي تؤدي إلى وفاتها، وتتسبب في انسداد أنابيب الصرف الصحي أيضاً، وقد كان لبنان خير مثال على ذلك. بلدان كثيرة سبقت لبنان في مجالات متعددة، وقد يسجّل على بلد الـ 10452 كيلومتر مربع تقليده لعادات أو قرارات الغرب بطريقة أو بأخرى حتى ولو مسك طرف الخيط. فهل يتّعظ اليوم، ويقلّد آخرين في مجالات تطال بيئة الإنسان وصحته، أم سيغنّي زعماؤه على ليلاهم، كعادتهم؟
(مايا نادر - Greenarea)