أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

ديمقراطية الصور والشعارات الإنتخابية جنوبًا

الأربعاء 13 أيار , 2009 04:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 4,427 زائر

ديمقراطية الصور والشعارات الإنتخابية جنوبًا

 

ذكي من وضع لوحات الإعلانات على الطرقات اللبنانية فقد لاحظ تمامًا أنّ الخط السريع السائر دون توقف يلزمه لوحات عملاقة مرتفعة يظهر إعلانها على بعد نصف كيلو متر. أما اللوحات الصغيرة فتنتشر عند كل فراغ وتخترق أنظار المتوقفين عند مفترقات القرى والمناطق يخففون سرعة سياراتهم أو يقفون على أقدامهم للصعود في سيارة أجرة تتباين أحجامها.. تلك هي حال الإعلانات الإنتخابية جنوبًا بين مثلث خلدة ونهر الأولي.

برامج تستقل الباص!

الأحزاب تعرض مشاريعها على خط الأوتوستراد الجديد المؤدي إلى صيدا وتندر عند الخط القديم، ويبدو البذخ على الإعلانات واضحًا في التنافس الأبرز بين اللونين الأزرق الخاص بتيار المستقبل والبرتقالي الخاص بالتيار الوطني الحر، مع اختراقات واضحة وكثيفة أحيانًا لأطراف ثلاثة فحسب هي القوات اللبنانية وحركة أمل وحزب الله.

تتمايل الأفكار داخل الرأس وهي تقرأ شعارات تيار المستقبل "الأولوية" تدعو إلى إنتخاب "المستقبل، الشغل، الدولة، الحرية، الأمن، الإستقلال، السيادة، الدستور، الإقتصاد...). ويفيض القلب نشوة حين يقرأ شعارات التيار الوطني الحر تقارن بين وضعين كل مرة؛ "الشركة والشراكة- التغيير والتعتير- الوفاق والنفاق- التصادم والتفاهم" لتدعوك بعدها إلى الإمساك بجهاز التحكم عن بعد حتى تتمكن من التغيير -وطبعا على الطريقة العونية- في السابع من حزيران.

ينشط الفكر ويذهب إلى العملية الإنتخابية ويتخيلها ديمقراطية ستكون كما الإعلانات الحزبية- الحربية على الطرقات. يشد الرحال إلى صناديق الإقتراع والنتائج أحيانا ويخترقه "أمل" حركة أمل يتوسط كلمات اختير حرف الميم ركيزة لها كـ"الديمقراطية، التضامن، المقاومة، التنمية، الكرامة، الصمود...". أما الحليف الشيعي الأكبر حزب الله فقد اختار الشطب هذه المرة لكلمات تثير إنزعاجه فيما يبدو فشطبت إعلاناته "لبنانكم لبناننا لبنانهم، فساد مديونية حرمان، تقسيم توطين تهجير، إحتلال وصاية عدوان...". لكن حزب الله يقصد عدوانا آخر طبعا غير النائب الحالي والمرشح عن القوات اللبنانية في الشوف جورج عدوان الذي وحده تتسيد صوره العملاقة على امتداد الأوتوستراد وصولاً حتى إلى الرميلة "لؤلؤة ساحل الشوف" عند مشارف صيدا، بالإضافة إلى شعارات قواتية تدعو المواطن إلى أن يقوم بفعل شيء عبر المقارنة بين صورتين واحدة لفتاة تدير ظهرها لنا (للقوات) وتنظر إلى مشهد ميليشياوي تعتليه عبارة "فيك ما تعمل شي"، وصورة أخرى تظهر يدًا تدخل علمًا للبنان في صندوق الإقتراع وأرزة للقوات إلى جانبه كتب فوقها "... وفيك تعمل".

عند بعض المفترقات الصغيرة كحال برجا وجدرا تبرز صور صغيرة للرئيس الراحل رفيق الحريري ونجله النائب الحالي ورئيس تيار المستقبل سعد. ولا يخترق "ديكتاتورية الإعلانات الديمقراطية" إلا صور لمرشح يتيم يعلن عن نفسه مستقلا في الشوف هو أمين نبيه القزي.

 لا سنيورة في صيدا

صيدا تبدأ بمعركة كاملة بين اللونين الحريري والسعدي. بين خط "ما نسينا تا نتذكر.. بعدك معنا وفينا" على صور عملاقة للحريري، و"خط معروف" على صور لأسامة سعد؛ الضاحك دائما. ويستغرب القادم إلى صيدا والمتجول في الطرقات الرئيسية من الكورنيش البحري عند القلعة وصولا إلى ما بعد المكب حتى يتصل بجادة معروف سعد، وكذلك الطريق المؤدي إلى ساحة النجمة وصولا إلى جادة معروف سعد وما بعدها وصولا حتى الزهراني عبر سينيق- الغازية.. يستغرب الغياب الكامل لأي صورة "مستقبلية" فإذا كانت بهية الحريري لم تعتد أن توضع صورها فرئيس الحكومة فؤاد السنيورة كذلك لم يطلّ علينا في أي صورة بهية.

أما التنظيم الشعبي الناصري فقد أخرج ما في جعبته من راحلين فبالإضافة إلى صور أسامة سعد وضع صورا لشقيقه مصطفى النائب الراحل ومعروف سعد الزعيم الناصري الكبير وكذلك صورة لنزيه البزري النائب الراحل ووالد رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري للدلالة على متانة الحلف. صوَر ظللت جميعها بشعارات تلعب على أوتار الخلاف بين الطرفين فكان الخط خط "معروف" و"خط حريص على صيدا وأهلها... ما بيتهور"، و"خط وطني عربي ديمقراطي... رح يبقى".

الزهراني- صور: هل من إنتخابات!؟

في الزهراني، حيث تنقسم الطريق قديمة وجديدة تصل إلى مدينة صور، تودع الإعلانات الكبرى الخاصة بالأحزاب الطريق القديمة فهي لا تتسع لها وتركب الأوتوستراد. أما الطريق القديمة فقد بقيت وحدها بعيدة عن الموسم الإنتخابي بشكل شبه تام حتى إنّ الأمر يتعدى ذلك إلى الصور والشعارات الإعتيادية بعيدا عن الإنتخابات.. فتبدو أعلام الدول الأوروبية فوق معارض السيارات المنتشرة على امتداد الطريق أكثر من تلك التي لأمل وحزب الله.

الصرفند تزخر بصور لسياسي ليس بنائب ولا بمرشح هو ابنها وزير الصحة محمد جواد خليفة. لكن طريق الزهراني- صور مرورا بالقرى الساحلية المتعاقبة عليها ومنها بلدة "خليفة" والعاقبية والسكسكية وخيزران وعدلون والقاسمية والبرغلية وصولا إلى مفترق الشبريحا عند مشارف عاصمة جنوبي الجنوب صور، لا إعلانات إنتخابية فيها غالبا والإستثناءات الثلاثة الوحيدة وغير المؤثرة في مشهد كساد موسم المطابع والمصورين على هذه الطريق هي: مكتب إنتخابي صغير لحركة أمل في الصرفند، وصور لمرشح وحيد منفرد للزهراني هو يحي غدار وهو من خارج لائحة حزب الله- أمل، وكذلك اعلانات خجولة للغاية لحركة الشعب (رئيسها نجاح واكيم) في العاقبية. ويتضح فعلا أن أحد أسباب عري هذه الطريق من الموسم الإنتخابي هو حسم المعركة منذ بدايتها لصالح الناجحين دومًا لأربع دورات إنتخابية متتالية؛ حركة أمل وحزب الله ومن معهما.

بعد مفترق الشبريحا وصولاً حتى ساحة البص ودون الإلتفاف يمينا نحو صور المدينة التي يحتضنها البحر من جهات ثلاث، تظهر صور "أمل" وشعارات حزب الله مجددا مع كثافة أعلام تشابه ما في الضاحية الجنوبية لبيروت. أما ساحة البص -وهي الموقف الرئيس للسيارات المنطلقة إلى قرى قضاء صور وكذلك بنت جبيل- فلم تعرف زهو ساحة النجمة في صيدا واكتفت بصورة عادية لرئيس حركة أمل نبيه بري ومؤسسها الإمام موسى الصدر.

معارك إنتخابية على الخط الجنوبي ببرامج وشعارات "صوتك بيغير الصورة"، "وطن واحد لجميع أبنائه"، "الجمهورية الثالثة ثابتة"، و"خط بخدمة الشعب مش ضده"، والأمل والمستقبل والمقاومة. معارك تنتظر الصناديق وتترك رؤوسنا مليئة بثقافة إنتخابية لبنانية تشد الناخبين إلى الصناديق ببهرجة الصور والألوان. صور وشعارات يفرح بها المنتمون ويعدونها إنجازا حين تخترق منطقة "غير محسوبة" على حزبهم أو جهتهم أملا في أن يخترق مرشحوهم أيضا تلك المناطق... واللوائح.

 

Script executed in 0.19154906272888