في ظل التطور القائم في المجال التقني والطبي، أمل الإنسان أن ترتفع فرص النجاة والشفاء من المرض، لكن على ما يبدو أن الظنون لم تكن على قدر التأمل، إذ باتت الخيبة ترافق الكثير من الحالات الطبية، لمختلف الأعمار، والصحيح أن نقول "الأعمار بيد الله".
دانيال محمد أحمد، طفل الأيام الثلاثة، لم يكتب لطفولته أن تكتمل، وفي التفاصيل التي وردت لموقع بنت جبيل، وبحسب ما أفاد والد الطفل أن طفله ولد بحالة طبيعية في إحدى مستشفيات النبطية، ولا يعاني من مضاعفات صحية، نقل بعدها إلى قسم العناية بحديثي الولادة، وسرعان ما تدهور وضعه الصحي، ليتبين أن التهاباً حاداً أصاب رئته اليسرى، وأثنى الوالد على جهود الطاقم الطبي،حيث تم وضع الطفل تحت أجهزة التنفس الإصطناعي لمدة ساعتين، على أمل تحسن حالته الصحية إلا أنها ساءت، مما اضطرهم لنقله إلى غرفة العناية المركزة، لكن جسده الرقيق لم يتجاوب للعلاج، فوافته المنية. يقول محمد أحمد لموقع بنت جبيل، أن طفله قد تعرض لفيروس داخل المستشفى، مما أدى إلى تدهور وضعه الصحي، مضيفاً أن ما أثار شكه يعود لإغلاق غرفة الولادة في النهار عينه، وعدم استقبال أي ولّادة، كما أن كل الأطفال الذين ولدوا بتاريخ 11-9-2017 دخلوا العناية المركزة بحسب قوله، معتبراً أن النفايات الطبية الموجودة بمكان قريب نسبياً من المستشفى هي السبب بنقل الفيروسات والميكروبات على حد تعبيره.
في حين أوضح مدير المستشفى لموقع بنت جبيل، أن الطفل قد ولد بداية وهو يعاني من ارتفاع في ضغط الرئة اليسرى، وعلى إثرها أدخل بعد ساعة إلى غرفة العناية المركزة بعد جهود الطاقم الطبي في إنقاذ الطفل. أما فيما يختص بقول والد الطفل بإغلاق قسم الولادات، فقد علق مدير المستشفى، أن القسم أغلق بعد امتلائه، فالمستشفى تستقبل يوميا ما يفوق العشرين حالة، لذا عمدت إلى إغلاق القسم حتى يسترجع قدرته على استيعاب المزيد من الولادات والحرص على تقديم أفضل الخدمات الطبية.
أما فيما يتعلق بالنفايات الطبية الموجودة على مقربة من المستشفى حسب ما أفاد الوالد سابقاً، والذي اعتبرها سبباً في انتقال الفيروس لطفله، فقد صرح المدير موضحاً أن نفايات المستشفى الطبية تنقل الى مكان بعيد عن المستشفى، حيث توضع بغرف خاصة والتي يتم التخلص منها فيما بعد بالتعاون مع بلدية المنطقة وشركة خاصة، مشدداً بدوره أنه لا يمكن لفيروس الإنتقال الى الطفل خلال ساعة، وهذا ما أكدته أيضاً الطبيبة المعاينة، كما أكدت لنا أن الطفل ولد ضعيفاً جدًا وحالته الصحية سيئة، موليةً اعتقاد الوالد بأن طفله بحالة طبيعية وجيدة إلى صرخة الطفل المعهودة عند الولادة، مضيفة إلى أنه أخذ لونه يتحول إلى الأزرق مع اصداره لأصوات أنين وقصور في التنفس حيث بدأ يلهث بعد تلك الصرخة، ليتم وضعه تحت أجهزة التنفس الإصطناعي آملين تحسن حالته الصحية، لكن عبثاً فالمنية وافته سريعاً.
قد تختلف أسباب الموت، لا ننكر أحياناً ما يحدث من أخطاء في المستشفيات ولا ننكر فضل بعض الأطباء وجهودهم في إنقاذ حياة المرضى، بين هذه وتلك الكثير من الكلام، لكن عندما يفتي القدر فلا حول ولا قوة إلا بالله.
زينب فرج/زهراء السيد حسن بنت جبيل.أورغ
