أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

مقتدى الصدر زار بلدة في جنوب لبنان يتحدّر منها.. وهذه التفاصيل

الأربعاء 27 أيلول , 2017 08:03 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 109,812 زائر

مقتدى الصدر زار بلدة في جنوب لبنان يتحدّر منها.. وهذه التفاصيل

تحت عنوان "مقتدى الصدر زار بيروت... والعلاقة باردة مع حزب الله"، كتب علي ضاوي في "الديار": منذ اسبوع وصل الى بيروت في زيارة غير معلنة زعيم التيار الصدري في العراق السيد مقتدى الصدر ومكث بضعة ايام في لبنان اقتصر نشاطه فيها على لقائين احدهما مع مسؤول الملف العراقي في حزب الله الشيخ محمد كوثراني وآخر مع دبلوماسي رفيع في سفارة ايران في بيروت وزيارة الى بلدة شحور الجنوبية التي يتحدر منها آل شرف الدين وآل الصدر وهو بذلك يحذو حذو الامام المغيب السيد موسى الصدر الذي بدأ حضوره اللبناني بزيارة اقاربه في شحور قبل ان يمكث في مدينة صور. هذه المعلومات تؤكدها شخصية إسلامية بارزة ومتابعة لملف العلاقة الايرانية مع العراق وحضور حزب الله في العراق من الزاوية الدينية والسياسية.

وتقول هذه الشخصية ان حال السيد مقتدى كحال العائلات الدينية الشيعية التقليدية في العراق كآل الحكيم آل الصدر. فهذه العائلات ترى انها صاحبة حيثية وحضور شعبي من بوابة المرجعية الدينية، ويتحدر من العائلتين مراجع دينية عدة في العراق توفوا او قتلوا في عهد الرئيس الاسبق صدام حسين ولكن حضورهم السياسي والشعبي والديني ما زال موجوداً وقوياً ولهم مؤسساتهم وتمويلهم الخاص. وتشير الشخصية الى ان مقتدى الصدر كآل الحكيم يسعى الى حيثية سياسية خاصة ومستقلة عن الحكومة العراقية والقوى المشاركة فيها ويسعى الى كتلة برلمانية وازنة ومشاركة حكومية فاعلة. فأسس منذ عودته الى العراق لحركته الخاصة واعاد تفعيل التيار الصدري واسس لقوى عسكرية اوميليشيا لم تلق القبول والنجاح فكانت نصيحة ايران وحزب الله ان يتخلى عن العمل العسكري فهكذا كان. وعلى غرار آل الحكيم الذين اسسوا منذ فترة حزب "الحكمة" يسعى مقتدى الصدر الى دور فاعل في تركيبة العراق بعيداً من حكومة حيدر العبادي، لذلك لبى دعوة ولي عهد السعودية محمد بن سلمان وحاول ان يكون له دور في ازمة اليمن والبحرين وان يستعيد دوره كمرجعية دينية وسياسية في العراق بعيداً من الدور والنفوذ الايراني في العراق والمنطقة. كما لا يريد مقتدى الصدر ان يوحي لايران ومحور المقاومة انه انقلب عليه واصبح في المحور الآخر.

وعلى عكس ما كتب وقيل عن زيارة الصدر الى السعودية وخصوصا من جهات اعلامية وسياسية مقربة وتدور في فلك ايران وسوريا وحزب الله، تعاطت القيادة الايرانية وفق الشخصية بمنطق "بارد" وهادىء مع زيارة الصدر الى الرياض غير المنسقة معها والتي لم تكلفه بأية وساطة مع السعودية فحتى الوساطة التي يقوم بها العبادي مع السعودية لم تنضج مفاعيلها حتى الان. وتؤكد الشخصية ان منهجية الايرانيين في العمل السياسي هي منهجية هادئة ورزينة وتعتمد على اسلوب الاستيعاب والتفهم وعدم القطيعة والاحتواء. فالعلاقة اليوم ورغم الزيارة غير المدروسة الى الرياض والتي لا تخدم العلاقة بين الصدر وطهران التي حمت وآوت الصدر وتبنت نضاله ضد صدام ورعته ماليا ومعنويا وسياسيا، لم تنقطع رغم انها باردة قليلاً على حد وصف الشخصية.

وتكشف الشخصية ان زيارة الصدر الى بيروت جاءت بـ"حسن نية"، وهدفت الى "تبرير" زيارة السعودية وشرح حيثياتها الى الايرانيين حيث التقى الصدر في لقاء مطول مع دبلوماسي رفيع في سفارة طهران ببيروت. كما التقى مسؤول الملف العراقي في حزب الله الشيخ محمد كوثراني ولم يلتق الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله كما جرت العادة، اذ التقى السيد نصرالله السيد مقتدى في العام الماضي عندما زار لبنان ووقتها نصح نصرالله الصدر بتهدئة الامور في العراق ووقف "ثورته" الشعبية لتمكين الحكومة من مواجهة داعش وعدم اشغالها بقضايا داخلية وجانبية.

(علي ضاوي - الديار)

Script executed in 0.19058895111084