تلوث في الأطعمة يعقبه تدهور في الحالة الصحية للفرد بشكل تدريجي، من ارتفاع درجة حرارته إلى القيء فالأنيميا، وحتى الوصول إلى المضاعفات من تليف الكبد وانسداد القنوات المرارية، حتى تنتهي رحلة الإنسان بفعل دودة الكبد، أو ما يُعرف بـ«الفاشيولا».
2 مليون ونصف مصاب بدودة الكبد في 63 دولة حول العالم، بالتحديد فى مناطق أوروبا، وأستراليا، وأفريقيا، والشرق الأوسط، وجنوب شرق آسيا، وبعض دول أمريكا اللاتينية، والولايات المتحدة الأمريكية، وتبلغ نسبة الذكور من المرضى به 60% حسب ما أعلنت عنه منظمة الصحة العالمية.
هي تشبه ديدان البلهارسيا وتُرى بالعين المجردة، يصل طول بعض أنواعها إلى 3 سنتيمترات، وأطول الأنواع تبلغ 7 سنتيمترات، فيما يتراوح عرضها ما بين 0.7 : 1.4 ملليمتر.
ووفق المنشور بصحيفة «الخليج» لونها بني يميل إلى الصفرة، وشكلها مفلطح قريب من ورقة الشجرة، ولها ممص أمامي حول فتحة الفم، تستخدمه في تثبيت نفسها داخل القنوات المرارية.
تحدث الإصابة عن طريق التصاق اليرقة المتحوصلة بالكثير من أوراق النباتات، عن طريق مادة شمعية لزجة، وهو ما يحدث في الفجل، والجرجير، والخس، والبقدونس، وغيرها من الخضروات التي يأكلها البشر والحيوانات، ويصعب التخلص منها عن طريق الغسل بالمياه، لأنها ملتصقة بمادة لزجة.
تدخل اليرقة إلى جسم الإنسان عند تناوله لهذه الخضروات، أو شرب مياه ملوثة بها، وبوصولها إلى المعدة تخرج من الحويصلة، نتيجة تأثير إفرازات وعصارات المعدة، وسرعان ما تأخذ طريقها إلى الإثنى عشر، وتبدأ في اختيار أحد الطرق للوصول إلى القنوات المرارية في الكبد.
كشفت الدراسات المتخصصة أن رحلة تلك الديدان داخل جسم الإنسان تستغرق من 5 إلى 8 أسابيع حتى تصل مبتغاها، ثم تمكث من 7 إلى 9 أسابيع أخرى في القنوات المرارية، حتى تنمو وتتحول إلى دودة ناضجة مكتملة، لإعاة الدورة مجددًا.
وحسب الدراسات تصل المدة التي تكتمل فيها الدودة، منذ دخول اليرقة للجسم، إلى ما يقرب من 3 شهور ونصف، ثم تبيض ويخرج بيضها مع الفضلات في مياه المصارف والترع.
بخروج البيض يبحث عن قوقع «الليمنيا» في غضون 25 ساعة، فإذا انتهت المدة يموت، وفي حال نجاحه في العثور على الهدف يتحوصل بداخلها وينتظر فريسة جديدة، ليبدأ دورة حياة أخرى.
من أبرز الأشياء المسببة للإصابة بدودة الكبد هي تناول الخضروات، والأغذية المصابة بها ولم يتم طهيها جيدًا، كما يمكن أن يصاب الفرد بها عن طريق ملامسته لفضلات ومخلفات الأبقار والأغنام في المزارع، وشرب المياه الملوثة بها، إضافةً إلى غسل الخضروات في المجاري المائية، الممتلئة باليرقات.
وحسب ما نقلته «الخليج»، من دراسات، يتعرض المصاب بالمرض إلى ارتفاع في درجة الحرارة وإفراز كميات كبيرة من العرق، بالتزامن مع وصول اليرقات إلى الإثنى عشر، وقبل مكوثها في القنوات المرارية بالكبد.
مع اختراق اليرقات للكبد يتقيأ المريض ويشعر بآلام من الجهة اليمنى في البطن، وما أن تصل إلى القنوات المرارية بالكبد تتحول إلى ديدان بالغة كاملة، وتسبب انسدادًا في هذه القنوات، ما يؤدي إلى ظهور علامات الإصابة بالصفراء، ثم التهاب الكبد وتضخم حجمه.
من المحتمل أن يُصاب المريض كذلك بالأنيميا، والإسهال، ونقص الوزن، وضيق التنفس، والعطس، والإصابة بالحساسية، وبروز عقد أسفل الجلد نتيجة وصول اليرقات إليها، وقد يبلغ قطرها في تلك المرحلة 4 سنتيمترات، وبإمكانها التسبب في حدوث اختناق، لالتصاقها بالغشاء المبطن للبلعوم والحنجرة عند بعض الأشخاص، الذين يتناولون كبد الأغنام غير المطهية.
تتمثل مضاعفات ذلك المرض في حدوث تليف للكبد، نتيجة الالتهابات والصديد الذي كوّن خراجًا، بجانب إمكانها التسبب في وجود التهاب في الغشاء البريتوني، بسبب رحلة اليرقة واختراقا الإثنى عشر، قبل الوصول إلى الكبد، وبالتالي يمكن أن تصل إلى المخ، والرئتين، والقلب، والعين، وقنوات مجرى البول، والأمعاء، والأجهزة التناسلية، وهو ما يؤدي في النهاية إلى الوفاة.
لتجنب ما سبق ينصح الأطباء بالاهتمام بالنظافة الشخصية، وغسل الخضراوات بالماء والخل أو الليمون، لقتل هذه اليرقات، وعلاج الماشية والأغنام والأرانب المصابة، مع تجنب إلقاء فضلات هذه الحيوانات في المجاري المائية، إضافةً إلى القضاء على قواقع الليمنيا بالمبيدات، لمنع تكملة دورة حياة اليرقة.
بالنسبة للعلاج فهو متوافر في الصيدليات، وعلى الجانب الآخر ينصح الأطباء المرضى بتناول الليمون والخل كحل بديل للقضاء على اليرقة، وذلك لمن تناولوا الأطعمة دون طهي جيد.
وكالات