مضيافة حلّت عاشوراء في بنت جبيل، معطاءة أثمرت محبة وخير. وكعادتها تزنّرت المدينة بسود الرايات، والتحفت لافتات الحزن، لتتناوب مساجدها والحسينيات على إقامة المجالس الحسينية.
لكن عاشوراء السنة، لم تكن كسابقاتها... عشرة أيامٍ من الإلفة والتعاون اختتمت اليوم بالمسيرة الحاشدة.
هنا يصدح صوت باسم الكربلائي، خفف السرعة، تمهل، هنا مضاف...فمذ أن حط الأول من محرم رحاله، حتى انتشرت ظاهرة "المضافات" في كافة أرجاء بنت جبيل. من صف الهوا إلى ساحة النبيّة، مروراً بالسوق، وصولاً إلى أطراف المدينة، حواجز ودودة تغدق المارة بمأكولات ومشروبات على حبِّ الحسين وأهل بيته.
تشارك الصغار والكبار، وتنافسوا على سكب القهوة وغيرها...ولم تقتصر المضافات على من أنشأها، فكثرٌ أولئلك الذين شاركوا، بكعك أو ماء أو مال أو حتى قدموا مما يبيعون في محلاتهم التجارية، من الفاكهة إلى "الساندويشات"...ولا تكتمل مهمة المضاف إلا بطهي الهريسة في آخر الليالي.
وفي اليوم العاشر، الوجهة كانت إلى البركة، حيث احتشد الأهالي منذ ساعات الصباح الأولى في مجمع أهل البيت (ع). وبعدما رتّل القارئ حسين غانم آيات من القرآن الكريم، تلا سماحة السيد اسماعيل حجازي المصرع الحسيني.
وبعدها انطلقت الحشود الغفيرة في المسيرة العاشورائية السنوية. واستقرت المسيرة في السوق، حيث اعتلى المنصة النائب حسن فضل الله وألقى كلمة من وحي المناسبة.
لأنها أكبر من أن تكون مجرد طقوس سنوية، لأنها أقوى من دمعات حزن مالحة...هي مدرسة يستذكرها طلابها لتبقى ثورة إيثارٍ وإباء.
تقرير داليا بوصي
تصوير حسن زريق - أحمد بوصي - داليا بوصي - بنت جبيل.أورغ