بعد اللقاء الأخير ...
زَفّتْهَا ! وَ أوْدَعَتْهَا الحِمْلَ الثَّقِيلْ , ضَمَّتْهَا كَثيراً والقَلب كَسير , أحَاكَتْ لَهَا جَدَائِل الصَّبْر بِلون القَهْر وَحَدَّثتها بِصَمْتِ الأمَاكن كُلِّهَا , العُمر يَا بُنَيَّتي صَارَ قَصير , أرَاگِ مِنَ السَّمَاءِ أرْقَى فَهَا قَدْ حَانَ مَوعِدي مَع الخَبير , سَأخبر الله عند لِقائي بِهِ عَن جَداولنَا والحُب الكَبير , كَأنّهَا تَجَرّعتْ كَأسَ الحَنان كلّه بِمُنْتَهَى الدَّمعِ الغَزير وَ صَبَّتْ من تَحْنَانها أمَامَ المَلأ مِلأ سَنابلهَا وَ غَفَتْ
اللَّيلة يَكْتَوي الوَجَع بعدَ أنِ اطْمَأنَّتْ عَلَى بَعضِهَا , اللَّيلة يَرْتَاح الألَم للأبد , تَرى هَل اسَتَراحَ ذاك المَرض ذَاكَ الخَبيث ! بَعد أنْ ألمَّ بِحَالْ الجَسد المتآكِل , رُبَّما ستكون حَبَّاتَ التُراب أحَنّ من قَسوة السنين المُرّة وأرأف ..
لَمَى .. يَا سيمفونيّة الوَفاء والصبر الجَميل , حِكاية العِشق لمْ تَنتهي بَعد والجَنّة فتحت لِمِثْلِ أمّكِ و المَلائكة تَشْهَد و رحمة الرّب البصير
كامل العزاء والرحمة للزميلة لمى يوسف بوفاة والدتها
هادي العسل