في رثاء فقيدنا المقدس الشيخ بهجت (رض)
سنواتُ عمرِكَ كالرياض ثمارُها
فـارقتَ دنـيا كـنتَ قـد وصـحبتها جسَداً و روحُكَ ترتوي ريّـاً رويّـاً مـن شذى العرفان ِ جـسّدتَ أمـرَ الـربّ إذْ طلّقتها وجـعلتها دربـاً إلـى الرضوان ِ هـطلتْ لـفقدكَ أعـينٌ ذكّـرتها دومـاً بـآخرةٍ و نـفحِ جِـنان ِ يا شيخُ (بهجت) إنّ دمع محاجري يـجري لـفقدك سـاقياً أحزاني نـبكيكَ يـا مـن قد بكيتَ صبابةً فـي عـشقِ ربٍّ راحـم رحمن ِ نـبكيكَ، قد كنتَ الصلاةَ خشوعَها والـزهدَ كـنتَ و صفحةَ القرآن ِ ولـقد رأيـتُك، مـا رأيتكَ قبلها تـدعو الإلـهَ بـأضلعٍ ولـسان ِ تـحيا لـتسجدَ سـجدةً لا تنتهي فــي طـاعةٍ وتـجرّدٍ وتـفان ِ هـاقد رحـلتَ إلـى الذي شيّدته أنـعمْ بـما شـيّدتَ مـن بنيان ِ يـرثيكَ شِـعري إنّ شعري والهٌ لـرحيلِ حرفِك عن سطور زماني يـا من رثيتَ بطول زهدِك عالمي أنّـى سيرثي الطودَ فيكَ بياني ؟! عـلمتَنا أنّ الـوصولَ إلى الذرى أمـرٌ يـكونُ بـعصرنا الـفتّان ِ و وصـلتَ فِـعلاً كـم نـودُّ بأنّنا بـعضَ الـدعاء بثغرِكَ الريحان ِ أو أنّـنا بـعضُ التقى في أضلع ٍ حـضنتْ فـؤاداً خاشعَ الخفقان ِ قـد عـشتَ تدفعُ عن حياضِكَ لذةً لـلعيشِ قـد تودي إلى الحرمان ِ لـم تنغمسْ فيها، ولم تغمسْ بها يـوماً بَـناناً أو بـبعض بَـنان ِ واجـهْـتَها بـوداعةٍ وكـياسة ٍ وغـلبتَ فـتنتَها بـغير سـنان ِ سـنواتُ عمرِكَ كالرياض، ثمارُها ومـيـاهُها لـلجائع الـعطشان ِ كـم ذا تـغذّت أنفسٌ من فيضِها ولأنـتَ بـحرٌ حـافلُ الـشطآن ِ سـتظلُّ تـلكَ الشمسَ ننشدُ دفئها وضـياءَها الـدفّاقَ في الوجدان ِ سـنراكَ دومـاً في الخشوعِ أتمِّهِ و بـكل خـيرٍ مـورقِ الأغصان ِ |
فارقتَها بـالروحِ، قـبل الظعنِ بالأكفان ِ