على الرغم من التنديدات الحقوقية لممارستها وانتهاكاتها الإنسانية والسياسية بحقّ المعتقلين في سجن "جو" ولاسيّما رموز المعارضة البحرينية، تستمرّ الأجهزة الأمنية بتعذيب السجناء وحرمانهم من العلاج والطبابة.
المعلومات الواردة من داخل البحرين تفيد أن صحتَي كلّ من القيادي البارز في تيار الوفاء الإسلامي الشيخ حسن مشيمع والقيادي البارز في المعارضة البحرينية محمد برويز تدهورتا بشكل حادّ جرّاء منعهما من تلقي العلاج الطبي اللازم.
وبحسب المعلومات، يعاني مشميع المحكوم بالسجن المؤبّد من مرض السرطان، فيما ساءت صحة برويز بشكل كبير بعدما ازدادت آلامه الجسدية التي يعاني منها منذ اعتقاله عام 2011 بعد إخضاعه للتعذيب الوحشي على أيدي منتسبي الأجهزة الأمنية.
وقد حظّرت إدارة سجن جو المركزي على مشيمع الرعاية الطبية، وذلك بمنعه من الذهاب لموعد علاجه الدوري من مرض السرطان.
وقالت مقربون من العائلة إن السبب يعود إلى رفض مشيمع قرار السلطات بوضع قيود وسلاسل على يديه ورجليه.
أمّا برويز الذي يُعتبر أكبر المعتقلين البحرينيين سنًّا والمحكوم بالسجن 15 عامًا لمشاركته في الحراك السلمي عام 2011، فقد التقى عائلته في زيارة استثنائية بعد انقطاع دام لأكثر من 8 أشهر.
وقد فوجئت العائلة خلال الزيارة بوضعه الصحي المتردي، وقال الحاج برويز للعائلة إنه طلب هذه الزيارة لكي يُبلغهم وصيّته.
وذكر نجل الحاج برويز (71 عامًا) الأمين العام للمنظمة الأوروبيّة - البحرينيّة لحقوق الإنسان حسين جواد برويز أن والده دخل غرفة الزيارة وهو يتّكئ على عكاز بأربعة أرجل، حيث كان يُعاني من صعوبة في المشي، وبدت عليه علامات الأرق والمرض، ما أثار حزن العائلة التي انفجرت بالبكاء.
وقال الحاج برويز لأهله إنه طلب الزيارة من إدارة سجن جو المركزي استثنائيًا، وأضاف "الأعمار بيد الله وقد طلبتُ الزيارة لكي أخبركم بوصيتي"، وأضاف "السجن نعمة من نعم الله في حياتي... سأموت وأنا مقتنع بأن طريقي هو طريق الحق.. إن آهات السجناء من خلف جدران السجن تجرحني، كأبٍ لهم".
وأردف "سأظلُّ مُطالبًا بحقوق الناس حتى آخر نفس، ولن أتنازل عن حق الناس"، واصفًا ما تقوم به الحكومة بأنها "سياسة قهر وظلم ونفاق وكفر".
وكشف الحاج برويز خلال الزيارة الاستثنائية التي دامت ساعة ونصف أن الرموز وقيادات الثورة المعتقلين لا يزالون يُعانون من العزلة عن العالم الخارجي، ويُمنع عنهم كل أشكال التواصل مع السجناء الآخرين والاطلاع عن الأحوال الجارية في البلاد.
وأخبر الحاج برويز عائلته بآلامه ومرضه، وأنه لا ينام بسبب آلامه في العظام والرأس، كما أنه محروم من العلاج اللازم وتوفير اختصاصي مناسب لوضعه الصحي.
من جانبه، حمّل الناشط حسين جواد الملك حمد بن عيسى آل خليفة مسؤولية أيّ ضرر صحيّ يتعرض له والده داخل السجن، واصفا وضعه الصحي بأن وصل إلى طريق مسدود، مبديًا القلق من سماع خبر مفجع بوفاة أحد الرموز المعتقلين، وتساءل "هل هذا ما سيُشفي جنون ملك البلاد إرضاءً لغروره أم أنه عقاب على مطالب حقّة؟".
(العهد)