أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

معركة صيدا: يريدون خطف صوت الفقراء

الخميس 21 أيار , 2009 05:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,382 زائر

معركة صيدا: يريدون خطف صوت الفقراء

يتفق طرفا الموالاة والمعارضة، وخاصة الأمنيين منهما، على أن سقف التوتر الأمني في البلاد سيكون محدوداً ويمكن ضبطه، وأن المشاغبات أو أعمال العنف لن تتعدى ما شهدته انتخابات سابقة، إذ لا انتخابات نيابية حصلت ولم تشهد حصول إشكالات أمنية متفرقة، تصل أحياناً إلى حد استعمال الأسلحة والقتل. إلا أن الطرفين، من الموالاة والمعارضة، يعرفان أن السقف الأمني محدود هذه المرة بإشكالات مشابهة. لكن الكل يرى أن من مصلحته إجراء الانتخابات، وكلا الطرفين يعتقد أن نتائج الانتخابات ستكون في مصلحته

فداء عيتاني
من مكتبه في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، يتحدث المدير العام أشرف ريفي عن الحدود المتوقعة للمشكلات الأمنية. وهو يتحدث عن قرار إقليمي يسمح بتوقع إجراء الانتخابات بهدوء، وأن نقاط التفجير التي يراها في مخيم عين الحلوة وفي منطقة جبل محسن ـــــ باب التبانة هادئة، ولا ترد منها إشارات على إمكان توتير الأجواء. ورغم حرص ريفي على عدم تحديد من يراهم متهمين سلفاً، أو محرّكين لأي توتر، إلا أنه يرى دائماً أن أيادي سورية ما أو صديقة لسوريا يمكن أن تحرك طرفاً أو أطرافاً، وتدفع في اتجاه توتير أمني. في المقابل، فإن للمعارضة ما تقوله في الشأن نفسه، إذ ترى مصادر فيها أن توافقاً سورياً سعودياً على الحد الأدنى، سمح بإمرار موسم الانتخابات من دون توترات أمنية، وأن السعودية، ومصر ضمناً، تملكان مفاتيح أمنية يمكنها إشعال الوضع إذا لم تجدا أن من مصلحتهما، والفريق المتحالف معهما، إجراء الانتخابات المقبلة. كذلك إن النقاط التي يحددها أشرف ريفي هي نقاط مشتركة بين الطرفين، حيث مقابل حلفاء سوريا، هناك حلفاء مصر والسعودية، والطرفان يمتلكان السلاح والأسباب الموجبة للقتال.
إلا أن في صيدا ما هو أكثر من مخيم فلسطيني، محاصر وبائس. فيها معركة رئيسية بالنسبة إلى طرفي المعارضة والموالاة. وكلّ يسوّق بما أمكنه لمصلحة من يمثّله في المدينة. إلا أن بعض التسويق قد يتجاوز حدود القوانين، كما جرت العادة في لبنان، إلى ما تسمح به السلطات الموجودة بين أيدي المرشحين.
لا يخفي من يعملون في ماكينة أسامة سعد أن لديهم توجساً مما يعدّه نظراؤهم في تيار المستقبل. وبغض النظر عن الخدمات المباشرة التي تعطى للناس، من الطبابة إلى التعليم والمنح المالية والمساعدات العينية، وهي كلها اعتادت ماكينة أسامة سعد تجاوزها، إلا أن ثمة ما سبق أن راقبته هذه الماكينة في الأعوام السابقة، وهي تخشى محاولة تكراره اليوم. ويتحدث البعض عن توافر مجموعة من المظاريف الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية (أو المزوّرة) والممهورة بالختم الرسمي، وبتوقيع رئيس قلم الاقتراع، وتحوي اسمي «بهية وفؤاد» ومغلقة بالصمغ اللاصق، التي سيحملها كلّ من تطاله ماكينة تيار المستقبل، والمطلوب منه أن يدخل خلف العازل بعد أن يأخذ المغلف الرسمي الفارغ من رئيس القلم، ويعود ليسلّم رئيس القلم المظروف المعدّ سلفاً، فيما يسلّم مندوبو تيار المستقبل خارج مركز الاقتراع المظروف الفارغ لإثبات انتخابه للائحة قبل أن يحصل على ما وعد به، أو وفاءً لوظيفته التي منحه إياها التيار أو غيره مما يشدّ الناس إلى تيار المستقبل.
في الاتصالات التي جرت مع وزير الداخلية زياد بارود، أكد الأخير للمهتمين أنه سيقوم بتدبير احترازي، بحيث لا يمكن من يخططون لأعمال مماثلة النجاح. إلا أن مصادر في ماكينة أسامة سعد تتخوّف من الفساد المستشري في بعض أوساط وزارة الداخلية، ومن استغلال الرئيس المرشح فؤاد السنيورة للسلطة، كما بعض الأجهزة التابعة مباشرة لإمرته. ويشيرون إلى محاولات تيار المستقبل الإيحاء إلى الناس أن في إمكان التيار معرفة ما صوّت به كل شخص، وهو ما يستحيل عملياً. إلا أن إشاعة أجواء مماثلة تخضع كل من يستفيد، أو استفاد في الماضي، من خدمات التيار ووظائفه، لإعطاء صوته مناصفة إلى بهية الحريري وأسامة سعد.
ويرفع في صيدا تيار المستقبل شعار من يشرب من بئر لا يرمِ الحجارة فيها، لتذكير من يصرّون على الثنائية في المدينة بعدم نكران نعم تيار المستقبل ومؤسساته عليهم، وتالياً لحصر التصويت لمصلحة النائبة بهية الحريري وفؤاد السنيورة، فيما الناس في المقاهي يتحدثون عن الرجل الذي لا يعرف الناس أو الأسواق أو «أطيب محل فول، وأفضل فرن للمناقيش» في المدينة، حيث يستقبل المرشح السنيورة فئات محددة من الناس في منزل شقيق النائبة بهية الحريري، شفيق.
وتلجأ ماكينة الحريري إلى إجراءات مشددة، علماً بأن في صيدا بدأ موسم الضخ المالي باكراً، على خلاف المناطق الأخرى. وقد حصل ذلك لعدم تكرار أخطاء وقعت سابقاً. فمن يأخذ المال من مندوب المستقبل ويحلف على القرآن أمامه أن ينتخب بهية والسنيورة، يُردد أن علاجه هو الصيام ثلاثة أيام، ويغدو حراً قادراً على انتخاب من يشاء. ولعلّ هذا من أسرار تواضع أسامة سعد وربما طمأنينته منذ المعركة الانتخابية في عام 2004، التي يذكر كثيرون أنها كلّفت عشرات ملايين الدولارات، منها مئتا مليون ليرة لبنانية على ماكينة سعد ـــــ البزري.
واليوم، لا تلتفت ماكينة سعد إلى الناحية المالية بكثير عناية، وهي تعلم أن الحلفاء يمكنهم مدّها بما تشاء. لكن، كل قرش سيدخل الماكينة سوف يصرف على العمل فيها، لا على خدمات مباشرة أو رشى للناس. ويتحدث القيّمون على الماكينة عن الناس البسطاء الذين لحقوا بمعروف سعد حين كان يقود التظاهرات، أن هؤلاء وأبناءهم هم من يختارون القيادة الفعلية، التي لا تزال تسير في السياق ذاته، وعليه، فإن إغراء الناس بالمال سيحدث أضراراً. وما حددته وزارة الداخلية من سقف للمصاريف الانتخابية يرونه كافياً لمدينة في حجم صيدا، وهم يخططون لإنفاق الجزء الرئيسي من المبلغ، لا أكثر، أي الجزء المتعلق بالحملة، دون الجزء المتعلق بعدد الناخبين من المبالغ المالية.
وفيما تسعى بهية الحريري إلى إعادة تأكيد حضورها المستقل، يبدي من يخوضون معركة أسامة سعد تساؤلاتهم عن الأسباب التي دفعت النائبة بهية الحريري إلى «خيار ضرب التنوّع في عاصمة الجنوب التي عليها أن تكون على علاقة إيجابية مع المحيط والمحيطين بها، شرقاً حيث جزين، وشمالاً حيث الشوف، وجنوباً أيضاً، إضافة إلى كونها تحتضن مخيماً تزداد يومياً تعقيدات وضعه». ويؤكد أنصار أسامة سعد أن العاصمة التي يجب أن لا تغلق أبوابها في وجه أبناء الشوف لا يمكنها التحوّل إلى مجرد طريق سريع بالنسبة إلى أبناء الجنوب». وإذ يتذكر هؤلاء الناشطون في ماكينة أسامة سعد كيف وقفت بهية الحريري في 14 آذار عام 2005، رافعة صوت العقل قائلة: «إلى اللقاء سوريا، سوريا الدولة الشقيقة»، تزداد حيرتهم بشأن الأسباب التي تجعلها اليوم تسكت عن التحريض المذهبي، وكثيرون ممن يزورونها، ولا سيما ضمن وفود المستقبل، يستغربون ما يسمعونه منها.
وعلى الرغم من الحديث الواسع عن أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قدم هدية مجانية إلى تيار المستقبل في خطابه الأسبوع الماضي، إلا أن هناك من يؤكد أن في هذا الكلام شططاً كبيراً، إذ «من معك معك، ومن هو ضدك سبق أن حسم خياره بأن يبقى كذلك، وما يمكن الماكينات الانتخابية أن تصل إليه من القوى الناخبة لن تتأخر عنه، والتحريض سبق ووقع، والنبرة العالية لن تحوّل صوتاً واحداً في الصندوق إلى صوتين»، ما يعني أن البحث الجدي يبدأ بعد المعركة الانتخابية، لا في ردات فعل مذهبية أدى إليها خطاب واحد.
وفيما تصرّ مصادر الموالاة على أن معركة صيدا محسومة سلفاً، فإن المعارضة تؤكد صراحة أن المعركة قاسية. إلا أن الرجل الذي يخوضها سبق أن واجه أياماً أصعب، وفي أغلب الأحيان كان بمفرده. وحتى حين كان هناك توافق، كما في الدورات السابقة التي ضم فيها الرئيس نبيه بري النائبة بهية الحريري إلى لوائحه، فإن النائب أسامة سعد كان يواجه منفرداً كل أنواع التحجيم. وللتحجيم في صيدا قصة طويلة يرويها كوادر الماكينة الانتخابية للنائب سعد وأبناء العائلة.
منذ نهاية الحرب الأهلية لم يبد على الطبقة السياسية اللبنانية الترحيب بأشخاص من خارج النادي الطائفي. فلا مصطفى سعد مرحب به في البرلمان، ولا خلفه النائب أسامة سعد. وفيما كانت البلاد ترفل في نعيم الوصاية السورية، والطبقة السياسية يشارك بعضها بعضاً في أسهم شركة سوليدير، كان المرشح مصطفى سعد يواجه، مدعوماً من شقيقه وعبد الرحمن البزري، محاولة احتواء المدينة من آل الحريري، من ناحية، وعقاباً سورياً حاداً لوقوفه ضد إشعال حرب مخيمات ضد عين الحلوة، مع كل ما استتبع ذلك حينها من اتهامات بالعمالة لياسر عرفات. ورغم ذلك اخترق النائب مصطفى سعد الطبقة السياسية، فارضاً وجوداً معارضاً لصيدا في داخل البرلمان.
إلا أن الزمن مضى، ورحل من كان يقود التنظيم الشعبي الناصري. لكن لم يتهالك التنظيم ولا التحالفات في المدينة، وبقي الجو المؤيّد لليسار والقومية العربية ملتصقاً بأسامة، الذي كما شقيقه لم يعط مرة ثقة لحكومة، ودائماً يقدم موقفه المعارض، ومن الناحية المبدئية، وهو يسأل، كما كان يسأل قبلاً، ولكن الآن وفي خضم الانتخابات يسأل مجدداً: «ما هي الخطة الاقتصادية للموالاة؟ وما هي في المقابل البرامج الاقتصادية للمعارضة؟»، لافتاً إلى غياب الرؤية لدى الطرفين، فيما هو يعيش بين الناس ويعرف جيداً ما يعانونه، ويعكس ذلك دائماً في مواقفه السياسية، التي لا ترغب الطبقة الحاكمة في سماعها أو الالتفات إليها.
وبقي حول أسامة سعد طوال الوقت أولئك الناس الذين يرون فيه معبِّراً عن مطالبهم ومعاناتهم، فيما تكتفي اليوم الماكينة التي تواجهه بالتحريض عليه من منطلقات مذهبية. فهو المتهم منهم بأنه ملحق بحزب الله ومسهّل للمد الفارسي وما إلى ذلك، علماً بأنه لم يجن من المواقف التي وقفها إلا اللوم أحياناً من الحزب الأقوى لبنانياً، ومن العتب والغضب السوريين، فيما أصرّ دائماً على عدم إعطاء صوته في البرلمان، حتى لحكومة الوحدة الوطنية الحالية التي توافق عليها كل الأطراف، وبقي هو خارجها، كما جرت العادة.
وبعد حملة التحريض المذهبي على سعد، بدأت عمليات تشويه السمعة، إذ خرج من يتحدث عن تعطيل المشاريع ومحاولة حصر التمويل بمؤسسة معروف سعد، وغيرها من الاتهامات. وفي المقابل، يروي المقرّبون من أسامة وعبد الرحمن البزري أن واحداً من الأمثلة هو جبل النفايات الذي تعاني منه صيدا، ويكاد يمثّل نموذجاً للتعامل الرسمي مع صيدا، حيث سبق أن صرفت الأموال في بداية التسعينيات على معمل فرز للنفايات من دون أن يتضمن عقد إنشائه مهلة واضحة لتاريخ إنجازه وتسليمه، وبقي لعقد من الزمن قيد الإنشاء، ثم بقي منجزاً كبناء، لكن غير عامل. ثم كانت مجموعة من اقتراحات الحلول لجبل النفايات، وخاصة بعدما تسلّم البزري رئاسة بلدية صيدا، وكان أن تبرّع الوليد بن طلال بمبلغ خمسة ملايين دولار لحل المشكلة بالكامل، حتى معالجة التربة إلى مستوى خمسين سنتيمتراً من الأرض، وحجز المبلغ لمصلحة المشروع في مؤسسة الوليد بن طلال، في انتظار أن تصدر الحكومة اللبنانية (برئاسة المرشح المنافس اليوم فؤاد السنيورة) مرسوماً يسمح بإنشاء حوض جاف في الساحل المتاخم للمكب يكون مركزاً لتجميع التربة المستصلحة من المكب. وفي انتظار أن تسمح لشركة خاصة (سوكلين) بجمع النفايات لوقف تدفق 140 طناً من النفايات إلى الجبل في انتظار استكمال حل مشكلته، على أن تدفع البلدية نفقات جمع النفايات وتحويلها إلى معمل الفرز المتوقف حالياً. وطبعاً لم تصدر عن الحكومة أي خطوة، وكان أن زار سعد والبزري السنيورة، قبل بدء الموسم الانتخابي بأشهر، وطلبا منه الموافقة على الأمر، وإذ وافق حينها إلا أنه لم يقرن القول بالفعل، إلى أن خرج أثناء حملته الانتخابية على الناس ببشرى الحل السعودي للمشكلة عبر التبرّع بمبلغ عشرين مليون دولار أميركي.
إلى جانب مشكلة مكبّ النفايات، فإن المتابعين في صيدا لأعمال البلدية يتحدثون عن 38 مشروعاً لم تسمح الحكومة بإنجازها أو ببدء العمل بها، وربما كان من أهم أوجه التعطيل الرسمي لحياة المدينة هو ما يحصل في المستشفى الحكومي الذي أجرى فيه النائب سعد قبل فترة عملية جراحية، إلا أن الحصار السياسي الرسمي حوّله إلى مستشفى من دون موازنة أو أموال، على الرغم من خدماته.
لكنّ ماكينة تيار المستقبل في المدينة تعرض حتى على المصابين بأمراض بسيطة دخول مستشفيات خاصة، والعلاج والنقاهة في غرف الدرجة الأولى.
إلا أن الصورة هي بالنسبة إلى من كان خبيراً في الانتخابات أن المعركة الصيداوية تدور بين مخمليين مترفين يجيدون استخدام الكمبيوترات وشراء الناس والذمم، وأناس من الشارع يخوضون المعركة من محل سمانة إلى مقهى شعبي إلى مركب مثقوب إلى مخبز في صيدا القديمة، ومن باب إلى باب. والموالاة التي اعتادت عوامل سياسية كبرى في خوض الانتخابات، فقدت اليوم أهم عاملين في الانتصار، ألا وهما جاك شيراك وجورج بوش، ولم يبق من عوامل القوة لديها الكثير. وفيما كانت المعارضة في عام 2005 مشرذمة، ومتحالفة مع الموالاة، كانت صيدا تستقبل الجنرالات من ماكينة الحريري الآتين من كل لبنان ليخوضوا معركة لا أحد يواجههم فيها، ولا حتى الجماعة الإسلامية، فيما هؤلاء الجنرالات اليوم يسعون ما بين المنية والضنية وعكار وطرابلس والبقاع الغربي، يوزعون الأموال ويحاولون الحد من إمكان اختراق المعارضة للشارع السنّي، والحفاظ على هذا الشارع بين أيدي المملكة العربية السعودية ومصر، وبوكالة شبه حصرية للنائب سعد الحريري.
ويرى هؤلاء أن كل عدة تيار المستقبل العملية هي مجموعة من عبارات التحريض، فيما برنامجهم المعلن في احتفال في البيال لا يحمل أي إضافات أو حتى أفكار جدية. ويرى هؤلاء أن المعارضة تمتلك فرصة جدية لإطاحة حكم الأكثرية الذي بني على كذبة العداء لسوريا، وإرادة معرفة الحقيقة في من اغتال الشهيد رفيق الحريري، ودعم المحكمة التي تخلّت عن شهودهم المختلقين، في مقابل خطاب نصر الله الذي حسم أخيراً حالة التردد التي طبعت المعارضة أربعة أعوام في حكم لبنان، وتركت الباب موارباً أمام دخول من يريد وتدخل من يشاء، لا في اختراق البلاد بل في توجيه كل طاقم الموالاة، وبالتالي فإن معركة تخسر فيها المعارضة في مراكز ثقل السنّة كصيدا وغيرها، على فارق من بضع مئات، أفضل من تحالفات شبيهة بالتحالف الرباعي، أو خوض الانتخابات على قاعدة فوز مرشحين يميلون مع الريح.
يضيف هؤلاء، أنه إذا اعتبرت الموالاة مقعد أسامة سعد في صيدا لا يمثّل تحدياً لها، على الرغم من كل المعلومات التي تشير إلى أن المعركة هناك ستكون على الصوت، وإذا اعتبرت الموالاة أنها ستعيد إنتاج سعد الحريري وفريق 14 آذار مجدداً بعد الانتخابات، فإن عليها توقّع مشكلات حقيقية في الانتخابات المقبلة من حيث تدري، أو من حيث لا تحتسب. فطرابلس يمكن حسم أمر مقعدي نجيب ميقاتي ومحمد الصفدي، أما المقاعد الستة الباقية، فهناك معركة على كل واحد منها، مع نقاط ترجيح لمصلحة المعارضة.



مدينة العيش المشترك وفلسطين

 

أكّدت وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري أن «صيدا لن تكون إلا مدينة العيش المشترك والسلم الأهلي والتسامح والانفتاح والقضايا الكبرى، وفي مقدمها قضية فلسطين». وتمنّت أن ينسحب نموذج هذه المدينة على لبنان كله. ورأت أن صيدا أثبتت أنها بالإرادة تستطيع أن تصل إلى الاستقرار وأن «تفرضه على مكونات المدينة وحتى على نوابها».



الدولة في مواجهة الدويلة

رأى منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار، المرشّح في دائرة جبيل، فارس سعيد، أن «معركتي جبيل وصيدا تتشابهان، إذ إنهما تمثلان رمزية الدولة اللبنانية في مواجهة الدويلة». وجدد التأكيد قائلاً «إن من يريد أن ينتصر من أجل الجمهورية اللبنانية والعبور إلى الدولة عليه أن يتحالف مع 14 آذار».



لغة الناس وبيئة المدينة

أعلن المكتب الإعلامي للنائب أسامة سعد المعايير المتّبعة في الإعلان الانتخابي، وهي: استعمال لغة الناس، والاختصار المفيد، وجمالية اللوحة الإعلانية فنياً، لكونها ستؤلف جزءاً من بيئة المدينة طوال فترة الانتخابات. وقد استُهلّت الحملة الإعلانية بصور كبيرة للنائب سعد حملت عبارة: «صيدا للكل»، وأخرى «عيوننا للبلد».

 


Script executed in 0.18912601470947