لا تكد تجف دمعة أم على ولدها حتى تُذرف بعدها مئة دمعة أم ثانية، ها هم الأطفال يصبحون يتامى يوماً بعد يوم، و زوجة تفقد حبيبها لتضع رأسها على وسادة وحيدة آخر الليل، يبزع الفجر على تلك الوسادة وهي مشبعة بالدموع، يكون اليوم فرح، فيتبعه مئات الأيام التي ينخر الألم كل دقائقها وساعاتها، على فقيد راح ضحية إسفلت أسود لا تعيره الدولة أي أهمية، وهذا المساء كان الأخير على المهندس عصام الأعرج من بلدة البازورية الذي توفي جراء حادث سير مروع على اوتوستراد الجنوب محلة النبي ساري.
كان هذا الليل قاسياً على أحباء عصام وعائلته، فهو المهندس المحب و الخلوق، الذي اصبح رقماً في عداد الموت على طريق حصد الارواح الذي يعاني اهمال مخيف من قبل الدولة اللبنانية.
ريم بيضون - بنت جبيل.اورغ
انا لله و انا اليه راجعون