أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

محمد يزبك.. مهنته مواساة الأطفال قبل موتهم

الجمعة 20 تشرين الأول , 2017 11:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 76,831 زائر

محمد يزبك.. مهنته مواساة الأطفال قبل موتهم

الليبي محمد بزيك يسكن في الولايات المتحدة الأميركية وتحديداً بولاية لوس أنجلوس، قرّر أن يأخذ على عاتقه مهمّة الإعتناء بالأطفال واحتضانهم قبل موتهم. 

هذا الرجل قرر أن يمتهن مواساة هؤلاء الأطفال والعناية بهم، على الرغم من أنه يعلم جيداً أنهم سيموتون لأن وضعهم الصحي ميؤوس منه. 

ويستمر  بزيك منذ عقدين باحتضان الأطفال المرضى الذين يعيشون على شفير الموت وقد دفن عشرة أطفال منهم. 

هناك نحو 35،000 طفل تحت مراقبة دائرة خدمات الأطفال والعائلات في لوس أنجلوس، لكن 600 طفل بينهم يخضعون للرعاية الطبية.

وبزيك هو الرجل الوحيد الذي يقبل رعاية هؤلاء الأطفال الذين يعانون من أمراض خطيرة أو حالتهم ميؤوس منها. 

محمد رجل مسلم متديّن، يبلغ من العمر 62 عاماً، ويحتضن الآن طفلة في السادسة من عمرها تعاني خللاً دماغياً، كما أنها مكفوفة وصماء، يداها ورجلاها مشلولتان، وتعاني من نوبات يومية.

ويقول بزيك لـصحيفة الـ LA Times إنه يريد أن تعلم الفتاة أنها ليست وحدها، مضيفاً أنه على الرغم من أنها لا تسمعه ولا تراه إلا أنه يحدّثها ويلعب معها ويلمسها"لأنها لديها مشاعر ولديها روح وهي انسان في جميع الأحوال". 

وُلد بزيك في مدينة أزوسا في ليبيا وانتقل إلى الولايات المتحدة الأميركية عام 1978 للدراسة ثم تزوج بعد سنوات من امرأة تدعى داون. 

وكانت داون تعتني بالأطفال قبل أن تتعرف على بزيك، ففتحت منزلها كمأوى للأطفال الذين يحتاجون إلى مكان للعيش والرعاية. 

أنجب بزيك وداون طفلاً واحداً يدعى آدم عام 1997 يعاني من هشاشة في العظام، ومتلازمة القزامة. 

وكان من الصعب تغيير حفاضات الطفل آدم وإلباسه جواربه لأن عظامه كانت هشّة وحسّاسة. لكن ذلك لم يُغضب بزيك بل أحب ابنه أكثر لأنه يعتبر أن الله هو من خلق  آدم بهذه الصورة. 

أما زوجته التي اعتنت بالأطفال المرضى، فقد تمكن منها المرض عام 2000 وأصبحت تُصاب بنوبات قوية ألزمتها المنزل، إلى أن توفيت فيما بعد عام 2014. 

ويشار إلى أن ابنه آدم يبلغ الآن 19 من العمر، ويذهب إلى جامعة Citrus عبر الكرسي النقّال لدراسة علوم الكومبيوتر. 

لم تتمكن حالة ابنه ووفاة زوجته من ردع بزيك عن عمله الخيري فيؤكد إنه لا يُريد الشكر أو أي شيء مقابل ما يفعله. 

اعتنى بزيك بـ 40 طفلاً في حالةٍ صحية حرجة وهو مستمر في طريقه لأنه يريد أن يكون جزءاً من حياة الأطفال وأن يُشعرهم بالسعادة قبل وفاتهم.

يقول بزيك إن الناس يهابون التعامل مع الموت لذلك لا يحتضنون هؤلاء الأطفال لكنه يُريد أن يعتني بهم رغم صعوبة الأمر.

ويُضيف إن "سر التعامل مع الأطفال هو أن تحبهم كأنهم أطفالك وأن تقوم بما تفرضه عليك انسانيتك، واترك الباقي على الله".

 آية أبي حيدر - http://yallafeed.com

Script executed in 0.21467018127441