فياض،قاسم،حمزة عذراً أيها الشبّان لقد وقعتم في خير فعلتكم، دون أن تدركوا أنّ هذه البلاد كتب على تخومها "لا مكان للعباقرة"!
ليس غريباً أن يضج الإعلام بكافة مجالاته محلياً وعالمياً بخبر إكتشاف ثغرات أمنية خطيرة في موقع فيسبوك عمل على كشفه ثلاثة شبان جنوبيون"فياض عطوي ،قاسم بزون، حمزة بزون"، يستحقون لقب "الخبراء الأمنيين"،ليتم تكريمهم عالمياً. كما كرمهم فيسبوك وتم وضعهم على لائحة الشرف التابعة للشركة إذ يعدّون من المواكبين الدائمين الكاشفين للأخطاء والثغرات. طبعاً هذا الأمر الطبيعي والمعقول في مثل هذه الإنجازات.
صحيح أننا بلد العجائب،فالغريب فيوم استطاع الشبان اكتشاف ثغرات أمنية في نظام الجامعة الإلكتروني التي تحفظوا عن اسمها، إلّا أن الجامعة طردتهم في سنتهم الدراسية الأخيرة بتهمة إنتهاك قواعد الحوسبة المعلوماتية في الجامعة.
ربما ما كان على الشّباب أن يتصرفوا بضمير حي وحرص جدّي بهدف تطوير وإصلاح جامعتهم وخوفاً على نظامها من التعرض للقرصنة،لأن أصحاب الضمير ماتوا حتى في تلك الصروح التي تدعي تخريج الأجيال.
علماً أن ذلك لم يمنعهم من افتتاح شركتهم الخاصة بالبرمجة والحماية الإلكترونية semicolon وتوجههم إلى جامعة أخرى.
ذنبهم الوحيد أنهم أحبّوا الخير ، إلّا أن المشكلة في المجتمع العربي ككل هي أنه لا زال يجرّم الكثير من الأمور باعتبار أخلاقي ، غير موجود بكل الأحوال، علماً انّها قد تكون حلاً للكثير من المشاكل وليس لها مفعول سلبي ولا تعرض أحد للأذى طالما هي بدافع حماية الخصوصية في حين يكرّم الغرب هذه الإنجازات ويحفز على إكتشاف المزيد بهدف تعزيز الحماية والخصوصية.
زهراء السيد حسن - بنت جبيل. اورغ