أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

كوريا الشمالية تتحدى العالم بتجربتها النووية

الأربعاء 27 أيار , 2009 08:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,591 زائر

كوريا الشمالية تتحدى العالم بتجربتها النووية
لم يمر إعلان كوريا الشمالية عن إجراء تجربة نووية جديدة مرور الكرام، إذ يكفي النظر الى حجم ردود الفعل، التي أتت من الصديق قبل العدو، وسط سعي دولي الى تشديد العقوبات المفروضة عليها، والتحذير الاميركي من ان بيونغ يانغ «ستدفع ثمن» أفعالها.
وفي خطوة يرى الخبراء انها تخفي اكثر من غاية، أعلنت بيونغ يانغ، امس الاول، أنها أجرت تجربة نووية ناجحة وبـ«مستوى أعلى من حيث القدرة التفجيرية وتقنية القيادة». وقد تردد ان التجربة التي اجريت تحت الارض، وهي الثانية بعد تلك الي ادخلت البلاد الى نادي القوى النووية العسكرية في العام 2006، تبعها إطلاق ثلاثة صواريخ من انواع مختلفة.
وأدان مجلس الامن الدولي في اجتماع طارئ التجربة الكورية الشمالية بإجماع اعضائه. وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمجلس، ان الاعضاء «اعربوا عن معارضتهم الصارمة وادانتهم التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية في 25 ايار 2009»، معتبراً أنها «تشكل انتهاكا واضحا لقرار مجلس الامن الرقم 1718». واضاف تشوركين ان اعضاء المجلس قرروا «البدء فوراً بالعمل على قرار يصدر عن المجلس، بما يتفق ومسؤولياتهم في إطار ميثاق الأمم المتحدة».
وفي واشنطن، قال الرئيس الاميركي باراك اوباما ان هذه الانشطة «تمثل تهديداً خطيراً للسلام والأمن العالميين وإنني ادين بشدة هذه التصرفات الطائشة». واضاف «يتعين الآن على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي التحرك»، مؤكداً أن سلوك كوريا الشمالية يستدعي «زيادة الضغوط الدولية» وان الولايات المتحدة ستعمل في هذا الاتجاه، بينما حذرت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس من أن كوريا الشمالية «ستدفع ثمن» أفعالها.
ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ما تشاوشيوي مجلس الأمن الى الدفع باتجاه حل سلمي، قائلاً «دعونا جميع الأطراف المعنية إلى السعي إلى رد هادئ ومناسب والبحث عن حل سلمي للمسألة عبر التشاور والحوار». كما طالب كوريا الشمالية بتنفيذ التزاماتها «بنزع التسلح النووي ووقف أي نشاط من شأنه أن يؤدي إلى تدهور الوضع والعودة إلى طاولة المحادثات السداسية».
وقالت روسيا، التي وصفت الاختبار بانه تهديد للامن الاقليمي، ان قوة التجربة النووية تقترب من قوة القنبلة الذرية التي اسقطت على مدينة ناغازاكي اليابانية في العام 1945 في نهاية الحرب العالمية الثانية. كما ادانت كل من المانيا وفرنسا وبريطانيا والاتحاد الاوروبي تصرف بيونغ يانغ، فيما قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون انه «قلق للغاية».
وتضع التجربة الكورية الشمالية المثيرة للجدل، ادارة اوباما امام «لحظة الحقيقة»، بحسب تعبير السفير الاميركي السابق في الامم المتحدة جون بولتون، بعدما عين الرئيس الاميركي مبعوثاً خاصاً لتحريك المباحثات مع كوريا الشمالية هو ستيفن بوسوورث، في وقت يرى الخبراء أن الهدف الأساسي من الاستفزاز الكوري هو محاولة الحصول على مكاسب من واشنطن، تبدأ بمفاوضات ثنائية رفيعة المستوى.
واعتبر الخبير في معهد «هريتاتج» بروس كلينيغنر، ان سلوك بيونغ يانغ الاستفزازي والمستمر منذ بداية العام الحالي، يظهر بشكل واضح انها تخلت عن سلوك درب المفاوضات، وذلك بهدف «تحقيق انجازات تكنولوجية استراتيجية، بدل الاكتفاء بمكاسب تكتيكية ناتجة عن المفاوضات».
بدوره قال الخبير فيكتور تشا، من «شبكة العلاقات الدولية والأمن»، ان ما تسعى بيونغ يانغ اليه، هو الحصول من واشنطن على اعتراف دائم بحقها بالحصول على حد أدنى من القدرات النووية يدوم من ادارة الى اخرى، بعدما تنكرت ادارة جورج بوش سابقاً لما تم التوصل اليه مع ادارة بيل كلينتون. واضاف تشا ان كوريا الشمالية تحاول ان تحذو حذو الهند في الحصول على برنامج نووي يتفلت جزئياً من الرقابة الدولية برعاية اميركية، كما انها تسعى للحصول على ضمانة من واشنطن بعدم استغلال فترة انتقال السلطة من الزعيم كيم جونغ ايل الى خلفه، لزعزعة النظام القائم او الانقلاب عليه.
(«السفير»، أ ب، أ ف ب،
د ب أ، رويترز، يو بي أي)

Script executed in 0.19400310516357