تأهب لتضميد جراح المرضى الذين ذابوا وهم يقصدون مسافات طويلة للعلاج في مستشفيات المدن الاخرى، فباشر بتزويد اقسام الغرف الفارغة منذ سنوات طويلة في المستشفى بأهم التجهيزات الطبية والتقنية المتطورة وهي عبارة عن معدّات للتعقيم والجراحة والانعاش وأدوات طبية حديثة وتجهيز 3 غرف عمليات جراحية.
وقد جاﺀت هذه الخطوة بعدما سلم المشروع القطري لإعادة إعمار الجنوب إدارة المستشفى تجهيزات داخلية مختلفة من أسرّة ومستلزمات أخرى على أن يستكمل تقديم المعدات الطبية لجميع الاقسام. وبلغت تكلفتها نحو 10 ملايين دولار أميركي، ومن المتوقع ان يبدأ المستشفى تقديم الخدمات الطبية في مدّة لا تزيد عن أشهر قليلة .
يشير المواطن علي دباجة (40 عاماً) انه يقصد مستشفيات بيروت باستمرار من اجل علاجه الغير متوفر في بنت جبيل والامر ينسحب على كثيرين من أبناء بنت جبيل والجوار . وإذا كان هذا الموطن يستطيع تأمين مصاريف العلاج فإن عددا ليس قليلاً من ابناء بلدته عاجزين عن ذلك العمل، وكذلك انخفاض نسبة الموظفين من سكان بنت جبيل والتي لا تتعدى 10 في المئة، وبالتالي فان عدد المضمونين من بينهم قليل أيضا.
من جهته يثني رئيس مجلس ادارة مستشفى بنت جبيل الحكومي الدكتور توفيق فرج على الدعم القطري المتواصل لبنت جبيل، وخصوصاً إعادة الاعمار وتجهيز المستشفى، ويعتبر الانجاز القطري خطوة مهمة على طريق تحقيق الانماء لبنت جبيل وقراها.
وفي حديث لموقعنا يضيف فرج : "لقد تسلمنا المعدات القطرية، وهي من المعدات الاكثر تطوراً في المنطقة، وهذا الامر ينعكس إيجاباً على منطقتنا التي يصل عدد سكانها الى 200 الف نسمة يقيم زهاء 35 في المئة منهم في المنطقة بشكل دائم، وترتفع النسبة الى زهاء 50 في المئة صيفاً، والحاجة الى مستشفى حكومي في المدينة امر ملح نظراً الى الصعوبات التي يتكبدها المرضى للعلاج في المدن الساحلية، إضافة الى ان هناك عدداً من المرضى يقيمون في بنت جبيل يعانون القصور في عمل الكلى وهم في حاجة الى علاج دوري، والامر غير متوافر في محيط منطقة بنت جبيل مما يزيد من معاناتهم، لكننا نأمل في ان يجدوا العلاج في المستشفى، الحكومي" واشار فرج ان الذي قدم كل هذا الدعم لبنت جبيل واهلها لن يتأخر في تأمين ما يجده مناسباً لهذه المدينة و خصوصاً من الناحية الانسانية .
ويشير فرج الى بعض المعوقات التي تحول دون افتتاح المستشفى ومنها عدم تزويده بالمياه، وكذلك بعض المشاكل في عمليات التبريد والتكييف. ويلفت الى ان المستشفى يتسع لـ 124 سريرا، وفيه ثلاث غرف للعمليات الجراحية إضافة الى قسم للعلاج الفيزيائي.
واوضح فرج ان المستشفى يحتاج الى 250 موظفاً من اطباء وممرضين وتقنيين وعمال وغير ذلك. وعن غرف العمليات لفت انها مجهزة بأحدث غرف العمليات في لبنان كذلك المختبر وقسمي الاشعة والطوارىء. في وقت يكثف مجلس ادارة مستشفى بنت جبيل الحكومي اجتماعاته واعداد الملفات المتعلقة بكيفية تشغيل المستشفى فور الانتهاء الكامل من تجهيزه
يقع المستشفى قرب المدخل الشمالي لبنت جبيل، ويضم ثلاث طبقات وأقساماً للولادة والجراحة المختلفة والأشّعة والقلب والعيون، اضافة الى قسم خاص بالمعوّقين وقسم الطوارئ والعيادات الخارجية.
وكان مجلس الوزراء قد عيّن مجلساً لادارة المستشفى وعمد الى التمديد لهذا المجلس. من جهته نظم مجلس الخدمة المدنية مباراة مفتوحة لاختيار عدد من الممرضين والتقنيين للعمل في المستشفى.
ومن المتوقع ان يتم افتتاح مستشفى بنت جبيل خلال اشهر قليلة باحتفال كبير بحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري و شخصيات قطرية ياقم في باحة المستشفى التي بناها الراحل المحسن الكبير الحاج موسى عباس رحمه الله .
وبعد انجاز هذه الخطوة يبدو ان مدينة بنت جبيل ستشهد تطوراً لافتا في الشق الاستشفائي، بعدما كان الاستشفاء مقتصراً على مستشفى الشهيد صلاح غندور في بنت جبيل التابع للهيئة الصحية الإسلامية.
التقرير مصور
